القديس

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

القديس بقلم هيثم بن محمد البرغش آل ريس ... يرتكز الخطاب الروائي عند الكاتب هيثم بن محمد البرغش آل ريس على قاعدة أن كلٌّ منا قد ‏خرج من شرنقةٍ ابتداءً من رحمِ أمه، ومن بعد ذلك استقر في أرحامٍ كثيرةٍ تعاد فيها ولادته ‏مِراراً حتى يبقى موجوداً، هكذا ولد «القدّيس» بطلّ روايته، وهكذا سيعيد روي حكايته ‏وحكاية أجداده وأقاربه الذين رحلوا عن الحياة في الوشاحية/شبه الجزيرة العربية، ربما ‏للتأكيد على انتصار الحياة على الموت في هذا المكان الأليف على قلبه، عندئذٍ يصبح ‏الزمكان عند الراوي أداة من أجل التأكيد على وحدة الوجود، ويتمظهر في الرواية عبر ‏اشتغال يقوم على كسر خطية الزمن الحكائي، لصالح نسق اللعب الزماني بما يتخلله من ‏‏"تواتر، أو توقف، أو استرجاع، أو استباق"، وسرد متلاحق هو سرد ذاتٍ متعالية تتسم ‏بالقداسة، وسيدة لكل محكياتها، هذه الذات/الراوية التي التحمت بذات أعلى وأسمى تتلاقى ‏فيها الأرواح، هي ممكنة روائياً في لحظةٍ من التخيُّل، تسحبُ القارئ إلى كونٍ آخر، ولغة ‏تحكي عن تلك التجربة الروحية لذلك "القدّيس"، وهو يرى "يَدَ القائم أمامي تمسُ خدي برفقٍ ‏لأراهٌ، ثم نشترك في نظرِ كلٍّ منّا إلى الآخر في بُرهةٍ تعدل حِقباً، أرى فيها حياتي بما ‏تحتويها من حيواتٍ ممتدة إلى أن أصل إلى الفراغ ثم أنهضُ وإذا بهِ يخطو آخر خطواته ‏نحو الباب ويرفعُ يده مودعاً قائلاً: "إلى لقاءٍ يا أنا"، فيبلغ في صدري حقلاً من وجهه ‏يصيغ أشجاره كلمات". ثم يقول: "وداعاً إلى لقاءٍ يكتبنا بأجمل المعاني المورقة" فبدا لي ‏أنهُ ذاتي الكاتبة". بهذا الاشتغال الفريد من نوعه تبدو شخصية (صاحب الزمان) في هذا ‏الموقع من النص للتأشير على البعد الزمني المُطلق لمظلومية الإنسانية من جانب؛ وعلى ‏الخير المُطلق الذي تتسم به هذه الشخصية من جانب آخر؛ ويتم ذلك من خلال رصد ‏حركتها في الزمان والمكان ومن ثم حلولها في حياة "القدّيس" من جديد بوصفه مثالاً بشرياً ‏اختزن تجربة إنسانية كبرى تصلح عبراً في كل حين، وسيرى القارئ للنص أنها مُلئت ‏بكثيرٍ من المشاهد والمواقف والرؤى والتأملات منذ لحظة ميلاده وحتى لحظة تحليقه إلى ‏السموات، أما ما بقي منه فستجده الأجيال من بعده في الكتب وبين السطور...

نبذة عن الكاتب

مراجعات كتاب : القديس

لا توجد مراجعات بعد.