الفتاة الآلية والأشجار آكلة البشر

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

الفتاة الآلية والأشجار آكلة البشر بقلم إبراهيم فرغلي. ... لو كان بإمكان أحد أن يرانا لما صدَّق ما يرى، كنَّا نسابق الزمن تقريبًا، وقد ركبنا في العربة الفرعونية التي يقودها الرجل الذئب، والذي أخذ يتمتم في أذن حصانه بالتعويذة السحرية، ليبدأ في العدو كأن الريح تركض بجواره ويريد أن يسبقها. تشبَّثنا أنا وليلى ونينيت بعضنا ببعض، بينما كان شادي يجلس قريبًا من الرجل الذئب وشعر رأسه يطير عاليًا، يكاد لا يصدق السرعة التي نتحرك بها، إذ كان العالم من حولنا بلا ملامح؛ تمامًا كما يكون شأننا حين نركب قطارًا سريعًا جدًّا. كنت قد جرَّبتُ هذه التجربة من قبل، حين عدنا أنا وشادي من زمن الفراعنة إلى زمننا هذا، فلم أدهش كثيرًا، على عكس ليلى التي كانت تصرخ متسائلة كيف يمتلك مثل هذا الفرس كل هذه القوة؟ أظلمت الدنيا فجأة، كأننا دخلنا في نفقٍ معتم، ليست به إضاءة من أي نوع، وأحسسنا جميعًا بالبرد، انقطع صوت قرقعة أقدام الفرس السريعة، وبدأ ضجيج من أصواتٍ غريبة، كأنَّها خليط من أصوات أمواج البحر والرياح وهدير المحركات معًا، يدوّي في آذاننا. لم أتمكن من معرفة مصدر الصوت الصاخب الذي سرعان ما بدا كأنه صوت محرك طائرة نفاثة عملاقة. شعرتُ بالفزع، ووجدتُ ليلى تُمسك بيدي في الظلام. كانت يدها شديدة البرودة، وشعرتُ بها ترتجف، ثم بدأنا نسمع أصوات فرقعات غريبة، كان قلبـي ينخلع كلما سمعت واحدة منها. صرخت ليلى وبكت، وحاولتُ أن أتماسك رغم خوفي الشديد. لم أسمع صوتًا لشادي أو لنينيت، وحتى الرجل الذئب لم يقل كلمة، وحتى لو تكلَّموا فمن يمكن له أن يسمع أي شيء آخر بين هذا الصخب المرعب؟!

نبذة عن الكاتب

إبراهيم فرغلي. إبراهيم فرغلي.

كاتب مصري من مواليد المنصورة 1967، صدرت له عدة أعمال روائية : كهف الفراشات وابتسامات القديسين وجنية في قارورة وأبناء الجبلاوي ومعبد أنامل الحرير. هي الرواية الخامسة للكاتب إبراهيم فرغلي، إضافة لثلاث مجموعات قصصية صدرت أحدثها العام الماضي بعنوان "شامات الحسن" وله رواية للفتيان بعنوان مغامرة في مدينة الموتى. وكانت روايته الرابعة "أبناء الجبلاوي" قد فازت بجائزة ساويرس للكتاب الكبار في الرواية.

مراجعات كتاب : الفتاة الآلية والأشجار آكلة البشر

لا توجد مراجعات بعد.