العواصف

(0)
(0)
تقييم الكتاب
5.0/5
1
نبذة عن الكتاب

العواصف بقلم جبران خليل جبران ... يتحدث جبران في هذا الكتاب عن الحياة والموت والحب، بمنطقيةٍ فلسفية مُزْدانةً بديباجة أدبية؛ فهو يستنطق بفلسفته ألسنة الأزهار والأشجار لكي يُفصح من خلالها عمَّا في هذا الكون من أسرار. وقد قسَّم جبران في هذا الكتاب كلمة العبودية وفقًا لدور الأشخاص في تمثيل العبودية على مسرح الحياة الإنسانية، كما وصف حال الشرقيين وجسدهم في صورةٍ تُظْهِرُ خنوعهم وتخاذلهم، واصفًا الشرق بأنه المريض الذي تناوبته العلل وتداولته الأوبئة حتي تعوَّد السَّقمَ وأَلِفَ الألم، ويدعو جبران للخروج من هذه الحالة الحضارية من خلال تمجيده لقيم التمرد والتحلي بروح الفرادة بدل من الانسياق وراء التقاليد بشكل أعمى.

نبذة عن الكاتب

جبران خليل جبران جبران خليل جبران

أديب ومفكر لبناني( 1883-1931م) صاحب مكانة مرموقة في تاريخ الأدب العربي؛ حيث عرف برقة قلمه ودقة بيانه وتحرر فكره الذي كرس موهبته ﻷجله.. دعا للتحرر من التقاليد الصارمة السائدة في زمانه في البلاد العربية وانحاز في قصصه ورواياته وأشعاره دائماً لمرهفي الحس والفكر من بني الإنسان.. لذلك بقيت أعماله محتفظة بجمالها وأهميتها إلى يومنا هذا ومنها: النبي والأجنحة المتكسرة والأرواح المتمردة..

أعمال أخرى للكاتب

اقتباسات كتاب : العواصف

فاطمة خورشيد

وما هذا الذي ندعوه حبًا؟ أخبروني ما هذا السر الخفي الكامن خلف الدهور، المختبئ وراء المرئيات، الساكن في ضمير الوجود؟ ما هذه الفكرة المطلقة التي تجيء سببًا لجميع النتائج، وتأتي نتيجة لجميع الأسباب؟ ما هذه اليقظة التي تتناول الموت، والحياة، وتبتدع منها حلمًا أغرب من الحياة وأعمق من الموت؟ أخبروني أيها الناس، أخبروني هل بينكم من لا يستيقظ من رقدة الحياة إذا ما لمس الحب روحه بأطراف أصابعه؟

م غين

انظر أيها المليك الجبار، انظر إلى هؤلاء المحيطين بسجنك الآن، تَفَرَّس في وجوههم؛ تجد في ملامحهم ما كنتَ تراه في سحْنَاتِ أدنى رعاياك وأعوانك في مجاهل الصحراء، فمنهم من يشبه الأرنب بضعف قلبه، ومنهم من يماثل الثعلب باحتياله، ومنهم من يُضارع الأفعى بخبثه، ولكن ليس بينهم من له سلامة الأرنب، وذكاء الثعلب، وحكمة الأفعى.

م غين

حفَّار القبور في وادي ظل الحياة، المرصوف بالعظام، والجماجم، سرت وحيدًا في ليلةٍ حجبَ الضبابُ نجومها، وَخَامَرَ الهولُ سكينتها. هناك على ضفاف نهر الدماء والدموع المُنسَابِ كالحية الرَّقْطَاءِ، المتراكض كأحلام المجرمين، وقفتُ مُصْغِيًا لهمس الأشباح، مُحَدِقًا باللاشيء. ولما انتصف الليل، وقد خرجتْ مواكب الأرواح من أوكارها، سمعتُ وقع أقدام ثقيلة تقترب مني، فالتفتُ فإذا بشبح جبار مهيب منتصب أمامي، فصرخت مذعورًا «ماذا تريد مني؟». فنظر إلي بعينين مُشعشعتين كالمسارج ثم أجاب بهدوء «لا أريد شيئًا وأريد كل شيء». قلت: «دعني وشأني وسر في سبيلك». فقال مبتسمًا: «ما سبيلي سوى سبيلك؛ فأنا سائر حيث تسير، ورابضٌ حيث تربض». قلت: «جئتُ أطلب الوحدة فخلِّنِي ووحدتي». فقال: «أنا الوحدة نفسها