العطر

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

العطر بقلم باتريك زوسكيند ... في القرن الثامن عشر عاش في فرنسا رجل ينتمي إلى أكثر كائنات تلك الحقبة نبوغاً وشناعة. وهي حقبة لم تكن لتفتقر إلى أمثال هذه الكائنات. وقصة هذا الرجل هي ما سنرويه هنا. كان اسمه جان – باتيست غرنوي Jean – Baptiste Grenuille. وإذا كان اسمه اليوم قد طواه النسيان، على نقيض أسماء نوابغ أوغاد آخرين، مثل دوساد، سان جوست، فوشيه أو بونابرت وغيرهم، فذلك بالتأكيد ليس نتيجة أن غرنوي، بمقارنته مع هؤلاء الرجال المربين الأكثر شهرة، يقل عنهم تعالياً واحتقاراً للبشر ولا أخلاقية، باختصار، كفراً؛ وإنما لأن عبقريته وطموحه قد انحصرا في ميدان لا يخلف وراءه أثراً في التاريخ، أي في ملكوت الروائح الزائل. في العصر الذي نتحدث عنه هيمنت على المدن رائحة نتنة لا يمكن لإنسان من عصرنا الحديث أن يتصور مدى كراهتها. فالشوارع كانت تنضح برائحة الغائط، وباحات المنازل الخلفية برائحة البول، وأدراج البنايات برائحة الخشب المتفسخ وروث الجرذان، والمطابخ برائحة الملفوف المتعفن وشحم الخراف؛ أما الغرف غير المهوّاة فقد كانت تنضح برائحة الغبار الرطب، وغرف النوم برائحة الشراشف المدهنة واللحف الرطبة المحشوة بالريش، وبالرائحة النفاذة المنبعثة من المباول. من المدافئ كانت تفوح رائحة الكبريت، ومن المدابغ رائحة قلويات الغسيل الواخزة، ومن المسالخ رائحة الدماء المتفسخة. أما البشر فقد كانوا ينضحون برائحة العرق والملابس غير المغسولة؛ من أفواههم كانت تنبعث رائحة الأسنان المتعفنة، ومن بطونهم رائحة البصل؛ وإن كان العمر قد تقدم بهم قليلاً، فقد كان لأجسامهم رائحة الجبنة العتيقة والحليب الحامض والأمراض الورمية.

نبذة عن الكاتب

باتريك زوسكيند باتريك زوسكيند

ولد باتريك زوسكيند في مدينة أمباخ الواقعة على بحيرة شتارنبرج في منطقة جبال الألب في الجنوب الألماني.و درس التاريخ في ميونخ. وكان والده فيلهلم إيمانويل زوسكيند كاتبا ومترجما ومعاونا في صحيفة زوددويتش تسايتونج Süddeutsche Zeitung, وكذلك كان أخوه الأكبر مارتين زوسكيند يعمل صحفيا. بعد أن حصل باتريك على الشهادة الثانوية درس التاريخ في جامعة ميونخ, في الفترة من عام 1968 حتى 1974. عمل بعد ذلك في أعمال وأماكن مختلفة, وكتب عدة قصص قصيرة وسيناريوهات لأفلام سينمائية. ولم يكن يعطي أحاديث صحفية إلا نادرا, وكان يفضل العزلة والاختباء من أضواء الشهرة, وكذلك كان يرفض قبول جوائز أدبية كانت تمنح له, مثل جائزة توكان. وفي ليلة العرض الأول لفيلم العطر Das Parfum المأخوذ عن روايته, لم يحضر زوسكيند. وفي الحوار الذي كتبه لفيلم روسينى Rossini، يصور زوسكيند حياته الخاصة بطريقة ساخرة: فشخصية الفيلم, وهو كاتب, يرفض أن يتقاضى أجرا كبيرا مقابل تحويل كتابه إلى فيلم. حتى أنه لاتوجد له صور فوتوغرافية إلا نادرا. وفي عام 1987 حصل زوسكيند على جائزة جوتنبرج لصالون الكتاب الفرانكفوني السابع في باريس. وهو يعيش حاليا ما بين ميونخ وباريس متفرغا للكتابة.

أعمال أخرى للكاتب

اقتباسات كتاب : العطر

لا توجد اقتباسات بعد.