الدولة والتعدد الثقافي
الدولة والتعدد الثقافي بقلم باتريك سافيدان ... نلاحظ اليوم في المجتمعات الديمقراطية أو التي في طور الدمقرطة، ظهور مطالب قوية مرتبطة بمختلف الهويات الجماعية. ويكمن المشكل الثقافي والسياسي في تحديد ما إذا كان ممكنا الرقي بالاختلافات الثقافية (وذلك لأن هذه الاختلافات تدرك من جهة، على أنها عناصر مكونة لهوية كل واحد؛ ومن جهة ثانية، لأن عدم الاعتراف بها لدى الفرد يفرض عليه أن يعيش حياة مزيفة) دون تغييب للعدالة والوقوع في اللامساواة والفتنة الاجتماعية. فهل نحن أمام تعميق للدينامية الديمقراطية أو أمام تراجع للديمقراطية؟ لا يتعلق الأمر بسؤال بلاغي فحسب. فقد كانت، بالفعل، سياسة المساواة في الكرامة بين بني البشر محركا قويا للتأسيس الثقافي لسياسة حديثة. ويكمن الخطر في ممانعة هذه الدينامية أو تحويل اتجاهها بإقحام شكل من أشكال الاختلافات المصطنعة ذات طابع شرعي وسياسي قاتل للحرية.