Menna Badawi

4 out of 5 stars

فى السطور الأولى من الكتاب قد تختال بأنها رواية رومانسية، أحد أبطالها مسلم الديانة والآخر يهودي، ومع أول معجزة تقرأها تدرك حقيقة البطل فتظل معه فى حيرته بين أى دينٍ يختار ليرثه عن أحد أبويه. حسون ذلك البطل بين الحيرتين وبين إدراك ذاته وسبب طول عمره وغاية جعله معجزة لا يدركها الناس ولا يُحسُها أحد. ذلك العجوز عمرًا شابًا في الهيئة. ابن اليمن السعيد الذي جاب الأرض ذهابًا وإياباً، تنقل بالإجبار على يد القدر فكلما أنس أُناسًا ذهبوا عنه وتركوه وحيداً يعاني من آلام الوحدة مرة أخرى. ضرب الكاتب به أكبر مثال على حيرة الانسان وتشتته في الحياة، وأظهر به عجز العلم عن فهم مُسلماتِ الدين التي لم يشرحها ولم يأذن بها الله أن تُدرك. وكيف أن العلم والدين وحدهما يهلكان الإنسان، فإذا تجمعا وتكاملا معًا رأى ابن آدم نعيم الدنيا وأرتاح. أحببت "التيجانى" وتأثرت به فلامست كلماته قلبى ورؤيته لغاية الإنسان في الدنيا و الزهد فيها. وأحببت أن الكاتب لم يظلم أحد الدينين بذكر ما ليس فيهما بل كان عادلاً وأظهرهما كما يقول الكتاب المقدس وكان أشد حرصاً على ألا يميل لأى منهما حتى فى نهاية سطوره فكان إذا انشغل حسون بالتعبد كيهودى عاد لصلاة الإسلام وأعطاها حقها و كما حفظ القرآن حفظ التوراة. _ من الأقتباسات التي أحببتها في الرواية: " المُحب لا يقنط من رحمة الحبيب. وصله لا يُنال بطول عبادة، و رحمته لا تحتجب باقتراف ذنب، بالقلب وحده يكون الوصل، لا تتعلق به لخوف عذاب في الآخرة ولا طمعًا في حسن عطاء في دنياه ولا آخرته، اكسر جناحيّ الدنيا والآخرة ثم أطلب حبيبك تصل، وإن وصلت إليه دلَّك على نفسك، وأبصرت بعينيه لا بعينيك سره فيك، فتزول غربتك وتُشفى وجيعتك". تقييمى للرواية ⭐⭐⭐⭐