الحذاء المنتظر

الحذاء المنتظر بقلم عبد الله عقيل ... يشهد الفن المسرحي الميلودرامي المعاصر تغيراً في مختلف وجوهه وأبعاده، في اللغة والكتابة، كما في العدة والأداة، فضلاً عن تغيّر طال العرض وحضور الشخصيات والنص المرسل وما يحيل إليه من تأويلات. ونصوص عبد الله عقيل المسرحية هذه تلخص لحظات دالة في حياة الشخصيات، ومن ثم فإن القارئ أو المشاهد لها، سينجز عملاً استدلالياً للربط بين مفاصلها الزمكانية، والوجودية على اعتبار أن النص المسرحي يعكس نسيج من الفضاءات الداخلية لكل حالة، في العلاقة مع الذات، والعلاقة مع الآخر، والعلاقة مع السلطة، وبهذا المعنى فإن عملية استحضار النصوص المسرحية الثلاثة "زازارات"، "الحذاء المنتظر"، و"هروب إلى الأمام"، يكون لها وظيفة جمالية تترك للمتلقي المبادرة التأويلية لخلخلة إلى حد ما معنى الزمن ومعنى الحدث بمختلف أشكالهما، وخاصة أن السارد باعتباره مرسلاً للنص يتركه عرضة لعدة أفعال من التأويل؛ وهذه الأفعال نجد سندها في متواليات حوارية تحيل إلى الزمن الماضي كما تحيل إلى الزمن الحاضر، وإذا كانت لغة السرد تراوح بين التصويرية والحركية والمباشرة، فإن لغة الحوار تقترب من الفصحى، وقد عرف عبد الله عقيل كيف يحقق كينونة أسلوبية تتمرد على الموروث بالتحوّل نحو البناء الدرامي، لإنتاج نص مسرحي جديد يتغذى من المعطيات الحداثية، بما اكتنزه صاحبه من تجربة فنية في هذا الحقل، وتبنّيه لمشروع إبداعي بمنطلق المغايرة والتجديد والذي هو في جانب كبير منه يمكن النظر إليه كجزء من القلق النقدي بشأن ماهية النص المسرحي وعلاقته بالمتلقي. يضم الكتاب نصوصاً مسرحية ثلاثة هي: 1- مسرحية "زازارات": المسرحية الحائزة على الجائزة التقديرية من لجنة التحكيم في مهرجان الطائف المسرحي للشبابفي دورته الثانية 1434هـ/2013م. 2- مسرحية "الحذاء المنتظر": كتبت هذه المسرحية في 1430هـ/2009م، وتم عرضها تحت مسمين مختلفين (إكسير - ترياق) وكان العرض الأول لها بتاريخ 24/3/1431هـ الموافق 10/3/2013م بقاعة فندق أثيل بمدين جازان وقد حصل مخرج العمل على جائزة الإخراج في مهرجان المنودراما الثاني المقام في مدينة الرياض. 3- مسرحية "هروب إلى الأمام" كتبت هذه المسرحية في 1428هـ/2007م، وحازت على جائزة الأمير محمد بن ناصر للمواهب الأدبية فرع الكتابة المسرحية عام 1429هـ/2008م.