لاكتئاب هو اضطراب يصيب الصغير كما الكبير والمسن كما الشاب ولذلك فجميعنا معرض للإصابة به في أي مرحلة من مراحل العمر وأنه ليس محصورا في فئة عمرية دون سواها. *المرأة أكثر عرضة للاكتئاب من الرجل حيث تضاف عوامل تغير مستوي الهرمونات وبصفة خاصة في مرحلة ما بعد الولادة فيحدث اكتئاب ما بعد الولادة أو اضطراب بسيط في المزاج ولمدة قصيرة ولا يحتاج علاج غالبا إلا إذا تطور للاكتئاب وخلال فترات العادة الشهرية وتقلبات المزاج التي تحدث قبلها أو بعدها حيث يضطرب المزاج وتصاب المرأة بالتوتر والقلق قبل أو أثناء أو بعد الدورة الشهرية . * والمرأة أكثر من الرجل في عدد محاولات الانتحار ولكن الرجل يتفوق عليها في فاعلية المحاولة حيث تتسم محاولات الرجل بالعنف والجدية واستخدام وسائل أكثر فتكا . *إن كلمة اكتئاب تستخدم بشكل مبالغ فيه لدي عامة الناس للتعبير عن الضيق والحزن أحيانا في مواجهة الظروف والمشاكل الاجتماعية الحياتية المختلفة ولكن من خلال محاولة ضبط المصطلح فان اضطراب الاكتئاب يجب أن يشتمل علي الإحساس بالحزن والضيق لمدة لا تقل عن أسبوعين وبصفة متصلة سواء بإقرار المريض ذاته أو إقرار المخالطين له أو عدم القدرة علي الاستمتاع والشعور بالسعادة عند ممارسة بعض النشاطات التي كانت تجلب له السعادة والبهجة من قبل فأصبحت عبئا ثقيلا عليه ولم يعد يرغب فيها وكذلك وجود بعض التغيرات الأخرى مثل اضطراب النوم بالنقصان أو الزيادة واضطراب الشهية بالزيادة والنقصان أيضا والإحساس بالإجهاد ولوم الذات لأقل الأسباب والاجترار من الذكريات المؤلمة والشعور بالدونية مع ضعف التركيز والانتباه والرغبة في الموت وتمنيه بل ومحاولة الانتحار . *لذا فان أخطر النتائج المترتبة علي اضطراب الاكتئاب هو محاولة المريض لوضع حد لمعاناته الشخصية والتخلص من حياته بنفسه وكتابة السطر الأخير في تلك التراجيديا التي سئم منها ولم يجد معها وسيلة إلا ذلك الفعل . إن التردد والتأخير قد يجعل من مشاكلنا البسيطة أزمات مستفحلة يصعب علينا تداركها وتجاوز تبعاتها . *وكلما كان الاكتشاف والعلاج والمتابعة مبكرا كلما استطعنا التخفيف والحد من ألام المريض النفسية وسرعة عودته لمجتمعه وأسرته بشكل أسرع، بالإضافة إلي المحافظة علي الفرد وقدرته علي العودة لأداء عمله .