الاستراتيجية التنافسية
الاستراتيجية التنافسية بقلم عمر سعيد الأيوبي ... لكل شركة تشارك في المنافسة في صناعة ما استراتيجية تنافسية، سواء أكانت صريحة أم مضمرة. ربما تتطور هذه الاستراتيجية صراحة من خلال عملية التخطيط، أو يمكن أن تتطور ضمنياً من خلال أنشطة الدوائر الوظيفية المختلفة في الشركة. عندما تترك الدوائر الوظيفية المختلفة في الشركة. عندما تترك الدوائر الوظيفية تفعل ما تشاء، فإن كلاً منها سيتبع حتماً الأساليب التي يمليها عليها توجهها المهني ودوافع المسؤولين عنها. غير أنّه نادراً ما يشكل مجموع أساليب الدوائر أفضل الاستراتيجيات. يعكس التشديد على التخطيط الاستراتيجي اليوم يف الشركات في الولايات المتحدة والخارج الاقتراح بأن ثمّة فوائد جمة لعملية صياغة استراتيجية صريحة، تضمن على الأقل التنسيق بين سياسات الدوائر الوظيفية (إن لم يكن أفعالها) وتوجيهها نحو مجموعة مشتركة من الأهداف. وقد أبرز الاهتمام المتزايد بالتخطيط الاستراتيجي الرسمي الأسئلة التي طالما كانت تهمّ المديرين: ما الذي يدفع المنافسة في صناعتي أو في الصناعات التي أفكر في دخولها؟ ما الإجراءات التي يرجّح أن يتخذها المنافسون، وما أفضل السبل للرد عليها؟ كيف ستتطور صناعتي؟ وكيف يمكن تحديد الموقع الأفضل للشركة للمنافسة على المدى الطويل؟ مع ذلك فإن معظم التشديد في عمليات التخطيط الاستراتيجي الرسمي يتركز على طرح هذه الأسئلة بطريقة منظمة ومنضبطة بدلاً من الإجابة عنها وتتعامل الأساليب، التي تطرحها الشركات الاستشارية في الغالب، للإجابة عن الأسئلة مع منظور الشركة المتنوعة بدلاً من منظور الصناعة؛ أو تنظر في جانب واحد من جوانب هيكل الصناعة، مثل سلوك التكاليف، لا يرجى أن يحيط بوفرة المنافسة في الصناعة وتعقيدها. من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يقدّم إطاراً شاملاً للأساليب التحليلية لمساعدة شركة ما في تحليل صناعتها ككل والتنبؤ بمستقبل تطوّر الصناعة، واستيعاب منافسيها وموقعها، وترجمة هذا التحليل إلى استراتيجية تنافسية لعمل محدّد. وقد تم ترتيب مادة الكتاب ضمن ثلاثة أقسام: يقدم القسم الأول إطاراً عاماً لتحليل هيكل الصناعة ومنافسيها، ويقوم هذا الإطار على تحليل المنافسين والمشترين والموّردين، وأساليب قراءة فوشرات السوق، ومفاهيم المباريات النظرية لاتخاذ الخطوات التنافسية والردّ عليها، ومقاربة لرسم المجموعات الاستراتيجية في صناعة ما وتفسير الاختلافات في أوانها، وإطاراً للتنبؤ بتطور الصناعة. بينما يتحدث القسم الثاني حول كيفية التمكن من استخدام الإطار التحليلي الذي طرح في القسم الأول لتطوير استراتيجية تنافسية في أنواع محددة من بيئات الصناعات، تعكس هذه البيئات المختلفة تباينات جوهرية في تركز الصناعة، وحالة النضج والتعرّض للمنافسة الدولية. وهذه البيئات المختلفة مهمة جداً في تحديد الإطار الاستراتيجي الذي تتنافس فيه الشركة، والبدائل الاستراتيجية المتاحة، والأخطاء الاستراتيجية الشائعة. كما يتفحص هذا القسم أيضاً لصناعات المشتتة والصناعات الناشئة، وكيفية الانتقال إلى النضج الصناعي، كما يتحدث عن أسباب تراجع الصناعات المحلية، والصناعات العالمية. أما القسم الثالث فيتابع المؤلف من خلاله الإطار التحليلي بالتفحص المنهجي للأنواع المهمة من القرارات الاستراتيجية التي تواجه الشركات المتنافسة في صناعة واحدة: التكامل الرأسي، والتوسيع الكبير للطاقة الإنتاجية، ودخول أعمال تجارية جديدة. هذا ويستفيد تحليل كل قرار استراتيجي من تطبيق الأدوات التحليلة التي تم عرضها في القسم الأول بالإضافة إلى نظرية اقتصادية أخرى والاعتبارات الإدارية في إدارة المؤسسة وتحفيزها. وقد تم تصميم هذا القسم لمساعدة الشركة على اتخاذ هذه القرارات الرئيسية وإعطائها أفكاراً معمقة حول كيفية اتخاذ القرارات من قبل منافسيها وعملائها وموّرديها والداخلين المحتملين. وأخيراً، فإن هذا الكتاب موجه للمارسين؛ أي المديرين الساعين منهم إلى فهم نجاح العمل أو فشله والتنبؤ به، كما هو موجه للمسؤولين الحكوميين اساعين إلى فهم المنافسة من أجل صياغة السياسة العامة