الأيام المخمورة

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

الأيام المخمورة بقلم سعد الله ونوس ... كان زواجاً فاتراً ومخيباً، جاءت تحمل روحاً مسيحية متواضعة، وجسداً طفلاً ينفر من الرغبة ويخاف دنس المتعة. كانت خيالاً لا تشهق فيه عروق، ولا تصخب دماء، ومع ازدياد نهمي وخيبتي، كنت أندس في الكراهية والصمت، وكان يمكن أن أوالي انزوائي في الكراهية والصمت لولا أن الموت عاجلها. كان رحيلها مباغتاً، حتى أني لم أستوعبه، والآن أذكر جيداً، ذلك الوقت الذي كنت عائداً فيه من المقبرة. كانت الشمس تتوهج، على حافة الأفق، كانفجار من الشهوات والبرتقال. كان البحر ساجياً، والجبال تسترخي على مصاطبها، وتسرح مع أشواقها المسائية. كان الكون موجات من الفرح تتدافع بلطف، وتسير عبر مسامي. أحسست في داخلي حشداً من الأماني والرغبات بتواثب في ردهات صدري، ويقيم أعراساً يلهبها الشوق والجمال. كانت تلك هي اللحظة الحاسمة في حياتي. وعرفت أن قدري، هو أن أكشف السر، الذي راوغني عمراً.

نبذة عن الكاتب

سعد الله ونوس سعد الله ونوس

سعد الله ونوس ، (1941-1997) مسرحي سوري . ولد في قرية حصين البحر القريبة من طرطوس . تلقى تعليمه في مدارس اللاذقية. درس الصحافة في القاهرة (مصر)، وعمل محرراً للصفحات الثقافية في صحيفتي السفير اللبنانية والثورة السورية. كما عمل مديراً للهيئة العامة للمسرح والموسيقى في سوريا. في أواخر الستينات، سافر إلى باريس ليدرس فن المسرح. مسرحياته كانت تتناول دوما نقدا سياسيا اجتماعيا للواقع العربي بعد صدمة المثقفين إثر هزيمة1967 ، في أواخر السبعينات، ساهم ونوس في إنشاء المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، وعمل مدرساً فيه. كما أصدر مجلة حياة المسرح، وعمل رئيساً لتحريرها. في أعقاب الغزو الإسرائيلي للبنان وحصار بيروت عام 1982، غاب ونوس عن الواجهة، وتوقف عن الكتابة لعقد من الزمن. عاد إلى الكتابة في أوائل التسعينات. في 15 أيار (مايو) 1997، توفي ونوس بعد صراع طويل استمر خمس سنوات مع مرض السرطان.

أعمال أخرى للكاتب

اقتباسات كتاب : الأيام المخمورة

لا توجد اقتباسات بعد.