ألف عام من التراث

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

ألف عام من التراث بقلم إبراهيم العريس ... خلال الألفيات الأولى من تاريخ البشرية فوق سطح الأرض، طفق الإنسان يركز علاقته بالطبيعة وبالغيب وبالمجتمع، متكلاً في ذلك على حس قادره إلى أن يصبح كائناً تاريخياً، له تاريخه الذي يعيه بنفسه ويدوّنه، غير أن ما ظل ينقص الإنسان إنما كان الإستجابة إلى دعوة سقراط؛ "اعرف نفسك" ونزعم أن ما يميز الألفية الثانية إنما كان إكتشاف الإنسان لنفسه، كإستجابة متأخرة للدعوة السقراطية، بيد أنه لم يكتشف نفسه كلها معاً، ولا كان للإكتشاف الوقع نفسه في كل مكان، ولا الحجم نفسه، كان الإكتشاف تدريجياً... وعلى هذا بدأ الإنسان بإكتشاف نفسه خلال الألفية الثانية أو قبلها بقليل، من دون أن يؤمثل ذاته، ومن دون أن يعزو كل ما يصيبه إلى قوى الغيب... فأين قيض للإنسان أن يحقق ذلك الإكتشاف ويعبر عنه؟ هل في أي مكان آخر غير ما أبدعه من فكر وفن وفلسفة وأدب وعمران وموسيقى وإنجازات علمية؟... إنه، بإختصار ما يمكن تسميته بــ"تراث الإنسان" أي الإنتاج الذهني الذي حققه أفراد متميزون في أزمان وحقب متميزة أو غير متميزة، وكان من شأنه أن يدحض نظرية لامارك الشهيرة حول أن لا شيء يخلق ولا شيء يموت، أجل مادياً، لم يزد شيء إلى الكون وإلى التاريخ، الحجم هو نفسه والكم كذلك، ولكن تأكيد هذا لا يأخذ في إعتباره تلك الألوف وعشرات الألوف من الأشعار والأفكار والفلسفات واللوحات والأبنية والمنحوتات والقطع الموسيقية والمسرحية والسينمائية، التي كانت ما أضافه الإنسان إلى تاريخه البيولوجي فغيّر به ذلك التاريخ، وأحياناً – بل غالباً – تغييراً جذرياً. فهل هناك ما هو أروع من عبارة "تراث إنساني" إذ ليس هناك ما هو أفصح منها،

نبذة عن الكاتب

إبراهيم العريس إبراهيم العريس

إبراهيم العريس باحث في التاريخ الثقافي وصحافي وناقد سينمائي ومترجم ولد في بيروت 1946، درس الإخراج السينمائي في روما والسيناريو والنقد في لندن. يعمل بالصحافة منذ عام 1970. يرأس حاليًا القسم السينمائي في «الحياة» كما يكتب فيها زاوية يومية حول التراث الإنساني وتاريخ الثقافة العالمية. ترجم نحو أربعين كتابًا عن الفرنسية والإنجليزية والإيطالية في السينما والفلسفة والاقتصاد والنقد والتاريخ، من أهم مؤلفاته: رحلة في السينما العربية، مارتن سكورسيزي: سيرة سينمائية.

أعمال أخرى للكاتب

اقتباسات كتاب : ألف عام من التراث

لا توجد اقتباسات بعد.