مبروكة سيد

"فجأة انطلق صوت المؤذن مُعلناً دخول وقت الفجر. لأول مرة منذ فترة طويلة أسمع آذان الفجر؛ ففي هذا الوقت أكون نائماً. (الصلاة خير من النوم... الصلاة خير من النوم) كأنني لأول مرة أعرف بوجود هذا المقطع في آذان الفجر. لأول مرة أشعر بكلمات الأذان. شعرت بها تتغلغل في عقلي وقلبي." نعم هي مشاعر وأحاسيس تنتاب كل واحد فينا كان غارقا في فتن الدنيا ومشاكلها حتى صار غريبا عن أهله ومحيطه وحتى عن نفسه وجذبته فتن الحياة إلى مستنقعها السحيق الذي لا قرار له إلا بما رحم ربي . "رحلة الحسن " هي رواية ثالث رواية صدارة هذا العام وأقرأها ،هي تمزج بين الطابع الرومانسي والاجتماعي والتاريخي ،نعم التاريخ الذي يقرأه البعض فقط ليفتح نقاشات وحوارات عقيمة تزيد من إتساع فوهة البركان التي قد تنفجر في وجه أحدهم، في أي لحظة من زماننا المشحون بالفتن ، فقارئ التاريخ الجيد هو يفهم أحداث الماضي ويأخذ عنها العبر ليحيا حاضرا يكسوه الصفاء وهذا يتحقق فقط مع قارئ "رحلة الحسن " فهي تكشف اللثام عن ماض طالما كساه الغموض. "رحلة الحسن " عشت كل شخصية من شخصياتها التي تلامس جانبا من ذاتي بكل أحداثها ومساراتها فهي تغنيك عن خوض غمار تجارب نحن في غنى عنها ،كتبها صاحبها بأسلوب مشوق يشدك من أولها إلى آخرها دون أن تمل ولو لحظة حتى تكملها ،للعلم فقط بأن الكاتب عمرو يسري هو أول عمل له يكتبه ويخرج لنور . كل من يحضر دوراتي في القراءة يعلم جيدا بأني انهييها بسؤال يتركهم متمسكين بالقراءة جدا فأقول لهم : تصوروا معي أن مشاكلك التي تعاني منها ، حلها يكون في كتاب على مرئ من عينيك صباح ومساء ملقى على رف دون أن تعيره أي اهتمام، كذلك هي "رحلة الحسن " تحمل من الحلول الكثيرة التي نعاني منها في ظروفنا الراهنة التي باتت تتخلل كل بيت وتهدد بإنهيار الكثير من الأسر ،أنصح باقتناءها وشرائها لأنها تستحق. #رحلة_الحسن #مبروكة_سيد