صرصور الليل على المدفأة

صرصور الليل على المدفأة بقلم Charles Dickens ... ملأت السيدة "بيريبنجل" غلاية الشاي من سطل الماء ثُم وضعتها على النار، كانت ليلة باردة بحق، وعليه كان الماء بالسطل مثلجًا، ولا تحبذ الغلاية أن يوضع الماء البارد في جوفها، لكن السيدة "بيريبنجل" جلست جوار النار تضحك والنار تستعر، وفوق الموقد كانت معلقة ساعة مصنوعة على شكل منزل، وتحت العقارب مباشرةً كانت هناك فوهة صغيرة ببابٍ يُفتَح كل ساعة ويخرج منه عصفور صغير كمنبه يغرّد. قطع تركيز السيدة صوت عجلات عربة ممزوج بصهيل فرس، ثُم تلاهما صوت رجل، فتلقفت الطفل من مهده وهرولت صوب الباب، دلف من الباب رجلٌ أطول منها بكثير، ولكنه أكثر عجزًا منها، واضطر لأن يحني رقبته مسافة كبيرة ليقبّلها، لكنها كانت تستحق تكبّد العناء. ظل (صرصور الليل) يحدق فيهما ويحرك شاربيه في الهواء الطلق بعينين واسعتين، ثم خطا تجاهما.