حبة خال في ساق الفراشة
حبة خال في ساق الفراشة بقلم محمد اللوزي ... بعد أن استوقدت الذكرى المهيمنة على الحبيب وحضور زمنية الماضي على الحاضر بدأت حركة الشاعر/العاشق في البحث عن واقع متعادل مع ماهية الذكرى وتجسدت هذه المشهدية بمنظور جديد (بصري) تمثّل عند محمد اللوزي في عتبة العنوان بـ "حبَّة خالٍ في ساق الفراشة" ليخلق من ورائها تفاعلاً بنائياً بين مشهدية النص ومشهدية حركة الشخصية التي يمثلها الشاعر نفسه بحضوره المهيمن على النص. هكذا يوجه الشاعر أنظارنا معه نحو (حبَّة خال) في ساق حبيبته؛ يقول فيها: "بإصبعي../ أستطيع أنْ أسحبَ حبَّة الخال/ في ساقك الأيمن/ إلى مكان آخر/ حبَّة الخال/ في ساقك الأيمن/ إلى مكان آخر/ حبَّة الخال الَّتي هبطت على ساقكِ../ مثل مظلَّيّ/ أرهقت خيالي/ وسارت بي/ إلى سوادها الورديّ". بهذه الصور المكثفة والمعبرة عن جمال المرأة يرحل الشاعر بمفرداته من معناها المعجمي إلى فضاءات أخرى جديدة، تصور لنا الكون النفسي للذات العاشقة، بدقة عالية، وفنية بارعة، فتصبح الصورة محمّلة بالدلالات الإيحائية التي تشكل بديلاً عن الواقع الحسي والرغبة الآسرة وليكتسب النص عند شاعرنا اللوزي من خلال هذه التجليات الجمالية شاعريته وبريقه. هذا، وقد توزعت محتويات الكتاب على عنوانين رئيسين: 1- انتظر دوري عند باب حياتك، 2- صغار النسور.
