ها أنت أيها الوقت

(0)
(0)
Rating
0.0/5 0
Description

ها أنت أيها الوقت بقلم adonees ... بيروت يكتمل انهيارها. والحداثة يكتمل ابتذالها، فلقد "عَمّتْ حتى خَمّتْ" : أُفرغت من محتواها، بفعل الكتابات التي تحدَّثتْ عنها، أو تفيَّأتْها، بجهلٍ كاملٍ على جميع المستويات، فأصبحت كمثل سابقاتها _ "الثورة"، "الاشتراكية"، "الوحدة"، "الإشعاع".. إلخ..، مفهوماً خاوياً، ومضحكاً. هكذا يتحول مختبر التغيرات إلى مستنقع، والماء الحي يتراجع ويتوارى. وتبدو بيروت الآن كمثل الحداثة: جسماً يُسلخ جلده. وهناك ما يهدد طاقتنا نفسها على مواصلة الكلام: فنحن نجابه وضعاً يلتحف بظلماته الخاصّة، ويدفنُ الجميع وراءها. وهذه اللغة العربيّة التي توصف بأنها إلهية، إنما هي لغة لا حظّ لها في الواقع _على أرضها، شأن بقية اللغات "غير الإلهية"_ فهي لغةٌ تًحاصَرُ وتُقمعُ وتُنفَى، من كلِّ صوبٍ، بحيث إنّها تكاد أن تختنق، بل إنّها تُحْتَضَرُ في حناجرنا. " ألا تلاقي أية سلعة مادية، أياً كانت، ترحاباً وحفاوةً في جميع البلدان الناطقة بهذه اللغة الإلهيّة، أكثر ما تلاقي أية مجموعة شعريّة؟".

Author

adonees Adonees

شاعر سوري، ولد في 1930 بقرية قصابين في سوريا. تبنى اسم أدونيس تيمناً بأسطورة أدونيس الفينيقية، الذي خرج به عن تقاليد التسمية العربية منذ عام 1948. أصدر مع يوسف الخال مجلة "شعر" عام 1975. ثم أصدر مجلة "مواقف" بين عامي 1969 و 1994. أستاذ زائر في جامعات ومراكز للبحث في فرنسا وسويسرا والولايات المتحدة وألمانيا. نال عدداً من الجوائز العالمية وألقاب التكريم وتُرجمت أعماله إلى لغات عديدة.

Other books by the author

Similar books

Ratings and reviews about (ها أنت أيها الوقت)

Customer Reviews

0.0/5

0.0 out of 5 stars

based on 0 reviews

Ratings and reviews about

5 starts

0 %

4 starts

0 %

3 starts

0 %

2 starts

0 %

1 starts

0 %

Share your thoughts

Share your rating and thoughts with us

Login to add to your review

Recent Reviews

No reviews yet. Be the first and write your review now

Write a quote

Recent Quotes

No quotes yet. Be the first and write your quote now

Readers

No readers yet