مقدمة ابن خلدون
مقدمة ابن خلدون بقلم Ibn Khaldun ... مقدمة ابن خلدون أشهر من أنْ تًعرَّف، فهى من أعظم ما كُتبَ في العصور الإسلامية حول ما يُسَمَّى الآ،: (علم الاجتماع) وفلسفة التاريخ، وسمَّاه ابن خلدون (علم العمْران)، ولم يتنبَّه المسلمون لأهميتها بعد ابن خلدون؛ لأن الضعف العلمي والثقافي الذي جاء بعده لم يكن يتيح الفرصة لاكتشاف أهمية مثل هذا العمل. وفي هذه المقدمة أرْسَى ابنُ خلدون قواعد فقه التاريخ وعِلْم العمران. وهو علم أعثره عليه الله كما يقول، ولم يقف على الكلام في منحاه لأحد من الخليقة. ولا ريب أن هذه المقدمة قد رفَعَتْ ابن خلدون إلى مصافِّ كبار فلاسفة العالم. وهي كما قال المؤرخ توينبي: «عملٌ لم يقم بمثله إنسان في أيِّ زمان ومكان». وقبله قال المؤرخ المقريزي: «لم يعمل أحد مثالها، وإنه لعزيز أن ينال مجتهد منالها، إذ هي زبدة المعارف والعلوم، ونتيجة العقول السليمة والفهوم، تُوقف على كُنْهِ الأشياء، وتُعرِّف حقيقة الحوادث والأنباء، وتُعبِّر عن حال الوجود، وتُنبئ عن أصل كل موجود».