ليل مشغول بالفتنة
ليل مشغول بالفتنة بقلم سعدية مفرح ... "هو الرجل الوحيد ولعله الأكثر كي يبقى سقف الروح ورجفة القلب الأولى، انتصارك المجاني في حروبك الخاسرة كلها انتصارك اليتيم في حروبك اللاضرورية قيامتك الأبدية وسدرة منتهاك، حلولك في جسد اليقين، سماؤك الأولى، ونجمتك اللامعة في عتمة السهر وحيث تبدئين رحلتك السرية في قفر ما بذلك القميص الموشى بالزهور الزرقاء يصير دليلك ودلالتك في متاهات القوافل العابرة للتاريخ، دون أن تدركي تماماص من أين تبدأ قافلة النساء رحلتها نحو أرض الأنوثة ولا من أين تبدأ قافلة الرجال رحلتها نحو أرض الذكورة فللنساء حيلهن السرية بين تجاويف كيدهن العظيم، به يكتفين كي تبدأ حياة وتنتهي ملفعة بالأسود القاتم رغم أناقته المستعارة وكي تقتفي أثرهن الريح وتحفر لهن قبور هن الضيقة دون شواهد وللرجال حيلهم العلنية فلهم تنحاز السماء وتمنحهم ما يتبقى من بياضها عقب اضطمحلال المطر ولهم تنحاز الأرض فتنبسط لخطواتهم خضرة وقبوراً واسعة جداً بشواهد فاخرة جداً وصلوات جماعية".