Description

لماذا نكره ؟ أو كراهيات منفلتة مرة أخرى By Nader Kazem ... الهوية تقوم على الكره! هل هذا معقول؟‎‎قد يرفض معظمنا، لأول وهلة، مثل هذا الحكم المتسرع والذي لا يخلو من تجن على الهوية.‏‎‎نعم قد يبدو هذا تعبيرا مبالغا فيه نوعا ما، والا كيف تقوم الهوية على الكره؟‎‎لكننا ننسى في هذه اللحظة تحديدا أن الهوية قد تقوم على ما هو أبشع من الكره، على القتل، قتل الآخر المختلف، قتل العدو ‏الذي يصور كشيطان رجيم او كخطر يهدد وجودنا.‏‎‎وهنا لا بد من تذكيركم بكتاب امين معلوف عن الهويات القاتلة، وبكتاب أمارتيا صن، عن الهوية والعنف. الهوية تقتل ‏وتقتل بلا رحمة!‏‎‎هذا ما يقوله أمين معلوف وأمارتيا صن، بمعنى أن للهوية قدرة إذا ما توافرت لها الشروط اللازمة على تحويل البشر من ‏أناس عاديين الى قتلة او أنصاف قتلة. الا أن ذلك ليس عملية تلقائية، بل أن أصحاب الهويات القاتلة لا يذهبون الى القتل ‏من دون أن يكونوا مدفوعين بشيطان عاطفي يوسوس في صدورهم، ويؤجج الحماسة في نفوسهم ويجعل الدم يغلي في ‏عروقهم، بحيث يكون قتل البشر بالنسبة إليهم مسألة تافهة مثل سحق حشرة أو قطع نبتة ضارة. انه شيطان الكراهية، ‏الكراهية التي تقتل، انها تلك المشاعر العنيدة التي تفوح منها رائحة الدم كلما تحركت في نفوس أصحابها.‏‎‎انها أسلحة الحروب التي لا غنى عنها، والا هل رأيتم حربا تشن من دون اثارة الكراهيات، من دون شيطنة الخصم ‏البغيض؟ بين الحرب والكراهية دعم متبادل.‏‎‎فالحرب تحتاج الى الكراهية لشيطنة العدو واثارة الحماسة المجنونة في نفوس الأتباع. والنتيجة تكون تجذر الكراهية ‏وانفلاتها أكثر وأكثر، لأن كل فعل أو قول جائز في الحروب، هكذا وكأن الكراهية تديم نفسها من خلال الحروب وفورات ‏العنف المتكررة، فما الحل؟

Author

Similar books

Customer Reviews

0.0/5

0.0 out of 5 stars

based on 0 reviews

Ratings and reviews about

5 starts

0 %

4 starts

0 %

3 starts

0 %

2 starts

0 %

1 starts

0 %

Share your thoughts

Share your rating and thoughts with us

Login to add to your review

Recent Reviews

No reviews yet. Be the first and write your review now

Write a quote

Recent Quotes

No quotes yet. Be the first and write your quote now

Readers

No readers yet