فضاءات جديدة By Krishna Murti ... يبدو لي أن نوعاً مختلفاً من المبادئ الأخلاقية والسلوك والعمل - ينطلق من فهم مسيرة الحياة برمتها - قد أصبح ضرورةً ملحة في عالمنا المليء بالأزمات والمشاكل المتفاقمة. إننا نحاول أن نتعامل مع هذه القضايا من خلال الوسائل السياسية والتنظيمية ومن خلال الإصلاح الإقتصادي وغيره من الإصلاحات المختلفة، غير أن أيّاً من هذه الأساليب لن ينجح في إيجاد حلول لصعوبات الحياة الإنسانية المعقدة، بالرغم من أنها قد تكون حلولاً مؤقتة. ليست الثورات السياسية والإقتصادية والإجتماعية بالرد المناسب، إما لأنها تنتج إستبداداً مرعياً أو لأنها مجرد نقلٍ للسلطات والصلاحيات إلى مجموعة أخرى. كما أن مثل هذه الثورات لم تكن في أي وقت من الأوقات مخرجاً لإضطراباتنا ونزاعاتنا، لكن ما نحتاجه هو ثورة مختلفة كلياً تحدث بتحررنا من سلسلة المخاوف والنزاعات والخيبات التي تلم بنا. يجب أن تنطلق تلك الثورة من تحوّل جذري في التفكير نفسه، ومثل هذا التحول لا يمكن أن يحدث إلا من خلال التعليم الصحيح والتطوير الشامل للكائن البشري، إنها ثورة يجب أن تطال العقل الكلي وليس الفكر فقط، لأن الفكر في النهاية هو النتيجة وليس المصدر. والتحول يجب أن يحدث في المصدر، وأن لا يكون مجرد تعديل في النتيجة، لكننا في الوقت الحاضر نلعب بالنتائج والأعراض، ولا نأتي بتغيير جذري يجتث الأساليب القديمة للتفكير ويحرر العقل من العادات والتقاليد. لذلك، فإن ما يعنينا هو هذا التغيير الجذري الذي لا يمكن أن نحدثه إلا من خلال التعليم الصحيح.
Author
![Krishna Murti]()
Krishna Murti
هو كاتب ومتحدث عن القضايا الفلسفية والروحية؛ هندي من ولاية أندرا برديش. تضمنت مادته الثورة النفسية، وطبيعة العقل، والتأمل، والعلاقات البشرية، وإحداث التغيير الإيجابي في المجتمع. الحفاظ على هذا المجتمع هو في نهاية المطاف نتاج التفاعل بين الأفراد، وقال ان هذا التغيير الجذري في المجتمع لا يمكن أن يظهر إلا من خلال تغيير جذري ولكن بحرية مطلقة في داخل الفرد. وأكد باستمرار على الحاجة إلى ثورة في نفسية كل إنسان، وأكد أن مثل هذه الثورة لا يمكن أن تتأتى من قبل أي كيان خارجي، سواء كان ذلك الديني، والسياسي، أو الاجتماعي. ويُعتبر المترجم اليوناني ديمتري أفييرينوس من أهم المترجمين الذين نقلوا أعمال كريشنامورتي إلى العربية.
وُلد كريشنامورتي في جنوب الهند في ما صار الآن ماندابالي في ولاية أندرا برديش. في بداية مراهقته، التقى الخفيانيّ والثيوصوفي تشارلز ويبستر ليدبيتر في مقر المجتمع الثيوصوفي في أديار، مادراس. تربى عقب ذلك تحت وصاية آني بيزنت وليديبيتر، قادة المجتمع آنذاك، الذين آمنا في أنه «مركبة» لمعلم عالمي مُنتظر. في فتوّته، أنكر هذه الفكرة وحلّ أخوية النجمة في الشرق، وهي منظمة أُسست لتدعمها.
قال كريشنامورتي إنه لم يكنّ أي ولاء لأي جنسية أو طبقية أو دين أو فلسفة، وأمضى بقية حياته يجوب العالم ويتكلم إلى مجموعات كبيرة وصغيرة، وإلى أفراد أيضًا. ألف العديد من الكتب، من بينها الحرية الأولى والأخيرة، والثورة الوحيدة، ومفكرة كريشنامورتي. نُشر الكثير من حواراته ومناقشاته. آخر حوار عمومي له كان في مادراس، الهند، في يناير 1986، قبل شهر من وفاته في منزله في أوجي، كاليفورنيا. يشرف أنصاره –الذين يعملون عبر مؤسسات غير ربحية في الهند وبريطانيا والولايات المتحدة- على عدة مدارس مستقلة قائمة على آرائه في التعليم. ما يزالون مستمرين بنسخ الآلاف من حواراته، ونقاشاته الجماعية والفردية، وكتاباته، وتوزيعها باستخدام شتى صيَغ الوسائط واللغات.