عندما ضجر التنين
عندما ضجر التنين بقلم أسعد قطان ... في مجموعته القصصية هذه، بدى الكاتب اللبناني أسعد قطان تجتذبه الأفكار الملأى بنبض التاريخ والبطولات، تلك المشمولة بمشاهد القديسين والفرسان، ولا سيما صورة القديس جاورجيوس، ومحكيات صراعه مع التنين، فنجح في وضع مقاربة أسلوبية للعنوان «عندما ضجر التنّين» فحلل مكوناته، وقدم تفسيراً وتأويلاً من داخل المتن النصي، وجعله منفتح على تأويلاتٍ شتى، تهم القارئ المعاصر وتغري فضوله؛ وتخلق لديه شهية المعرفة، وهذا ما حققته إشارات المؤلف إلى منطقة شرق المتوسط، وعوالمه ومروياته؛ وهو ما يتبدى جلياً أيضاً في النماذج القصصية التي اختارها، وقد استأنس لنفسه في الكتابة أسلوباً واضحاً، غنياً بالصور، فيه مسحة رقيقة من شاعرية شفيفية، مغلفة برؤية ثقافية عميقة وصائبة. من عوالم «عندما ضجر التنّين» نقرأ: "... الإله الحقيقيّ هو القادر على إنقاذنا من الضجر" ثم صرخ التنين بصوت عظيم: "لقد دُقّت ساعة الموت يا جاورجيوس. نفذت الشمس في روحي. ولم يبقَ منها إلا جذوة يتأهّب الضجر لطمرها. هيّا اغرز رمحك في جوفي. وانتضِ سيفك المسنون، واجدع عنقي. فأنا لن أقاوم. لقد بلغني أنك قويّ جداً. وقوتك تزيّن لك أنك منتصر. ولكنك مهزوم. كلّنا مهزومون برسم الموت الضجر يهزمنا جميعاً". يضم الكتاب ثلاثة عشر قصة قصيرة جاءت تحت العناوين الآتية: "بدء الربيع"، "الكتاب"، "سعدى"، "عندما ضجر التنّين"، "أطوار الحياة الأربعة"، "قطار ميونخ"، "الكاتدرائيّة"، "العفاريت"، "موت الخال"، "بالنتاينز"، "سفر الرؤيا"، "الوجبة الشحيحة" و"شهرزاد ريفيزيتد".
