صلوات العالم
صلوات العالم بقلم Falih Mahdi ... يقول دكتور فالح مهدي المفكر العراقي في كتابه هذا "تاريخ صلوات العالم" : "إن الغرض من هذا الكتاب تقديم نماذج عن معظم الصلوات في العالم. فهو يهدف إلى إعطاء القارئ الذي لم يتح له الوقت أو لأي سبب آخر منعه من الولوج إلى هذا العالم، في أن يفسح المجال لفضوله لمعرفة كيف يصلي إخوانه في البشرية. وكما يقول المهاتما غاندي في مقال نشره عام 1925 في Young India الصلاة هي اعتراف بضعف شأننا. لله ألف اسم، أعني بذلك عدد لا يحصر من الأسماء. فربما نغني نشيدًا، أو نقوم بصلاة له باستعمالنا أي اسم نراه مناسبًا. البعض يعرفه باسم راما والبعض الآخر باسم كرشنا. وآخرين يسمونه الرحمن. مع إن البعض يسميه رب في كل تلك العبارات ليس هناك إلا كائن مقدس واحد. ومن خلال ما اطلعت عليه من دراسات فقد توصلت إلى اعتبار الصلوات رغبة يراد بها الاتصال بالقوى الروحية للكائنات المقدسة. لجأت إلى هذا التعريف الشامل الذي يضم الديانات التوحيدية وغير التوحيدية، الأكثر قدمًا كالسومرية والأكثر حداثة المتمثلة بصلوات السود في الولايات المتحدة وفي قاموس روبير الفرنسي الشهير تُعرّف الصلوات على النحو التالي <<فعل يراد منه التوجه إلى الله، أو إلى ذات مقدسة للتعبير عن المحبة، الغفران، طلب شيء ما أو فعل عفو >>. أخيرًا.. سنقابل في الجزء الأخير من الكتاب أول نقد في التاريخ للصلوات التي سبق وتكلمنا عنها ورصدناها تاريخيًا في هذا الكتاب، والنقد هنا غير معناه السائد من إظهار عيوب الأشياء ولكن النقد بمفهومه الحقيقي من كشف لجوهر الأشياء وتفنيد الصلوات حيث ينقسم باب نقد الصلوات الى قسمين الأول هو محتويات الصلوات (الابتهالات- الشكوى- التضرع – الشفاعة- القرابين والنذور- صلاة الشكر والثناء) والقسم الثاني هو الفلسفة والصلوات.