الوقائع العجيبة لصاحب الاسم المنقوص
الوقائع العجيبة لصاحب الاسم المنقوص بقلم Ziad Abdullah ... ترك اتشاحها الطويل بالسواد أثراً على مذاقها. وهكذا عرّفتني لذتها بمنتهى حزن ومطلع مأساة، ومع انهماكي في تفسير أثرها المدمر عليّ كنت أراها تمزج فرحاً طارئاً بحزنٍ أصيل. كانت طريقة جلوسها على تلك الكنبة المخملية الوحيدة مدعاة للجنون، والاحساس العارم بأن عدداً هائلاً من خلاياي ترتطم ببعضها البعض، فقد كانت تُظهر قدراً ضئيلاً من جسدها المترامي، نقيضاً قاتلاً لما تركته مغموراً بالسواد. أمسى ذلك مظهراً ثابتاً من مظاهرها، فهي إن تعرّت تماماً يبقى منها ما هو مستور، ويمسي إيغالي بها أكثر فأكثر أشد إيلاماً وإلحاحاً وقد كان مستورها لا يكشف أبداً، وإيغالي بها بلا منتهى، سواء فعلت أم لم أفعل! بدا تخيلها خارج هذه الغرفة معجزة، أما الخروج فمغامرة لن أنجو منها حتماً. هي قالت لي أن أبقى ولم تستخدم عبارة "إلى الأبد" فهذا ابتذال لا محالة أمام جملها المقتضبة وصوتها الذي يتبدّل يومياً. بدا كل ما يحيط بها مستعداً للذود عنها، هي الوحيدة تماماً.