الوطن الحلم يبقى حلماً
الوطن الحلم يبقى حلماً بقلم محمود سويد ... "لماذا تنجح الشعوب المستقلة في بناء أوطانها وتفشل الشعوب العربية في إنجاز ذلك؟". بهذا التساؤل يفتتح الكاتب والباحث اللبناني "محمود سويد" كتابه المعنون «الوطن الحُلُم يبقى حُلُماً». يطرح هذا الكتاب إشكالية واحدة هي إشكالية بناء الوطن اللبناني والأوطان العربية المتعثر منذ الاستقلالات العربية في حقب وسنوات متفاوتة. وعن «الوطن الحلم يبقى حُلُماً» يقول "محمود سويد": "على الرغم من توزيع مقالات هذا الكتاب على ثلاثة أبواب تعالج شؤوناً لبنانية، وفلسطينية، وعربية، فإن مواضيعها متداخلة ومتواصلة: النظام العربي هو نفسه، وأمراض المجتمعات العربية وتشوّهاتها واحدة، والشعوب العربية تشكو من خلل في التكوين فهي لمّا تنتقل من مرحلة التجمعات العائلية والعشائرية والدينية والمذهبية، إلى مرحلة الانصهار في شعب واحد. وتشكو من خلل في الثقافة القائمة عموماً على التسليم والطاعة وامتدادهما في الزبائنية والتبعية والولاء الأعمى. ومن هنا فإن البحث عن الخلل من فوق أي من النظام والسلطة وادعاء "النضال" لتصحيحه، هراء وهدر للوقت، فالتصحيح ينبغي أن يبدأ من تحت، والطريق إلى ذلك مجرّبة وواضحة: العلم والديمقراطية والعلمانية، وإلى أن تقتنع "شعوبنا" بذلك، سنشهد الكثير من الحروب الأهلية وسفك الدماء والتمزق والاهتراء". ما يريد أن يقوله الكاتب هو: أن المنقذ الوحيد للتجربة اللبنانية الآن: علمانية الدولة والمجتمع وديمقراطيتها. أو بالأحرى دعوة لكافة القوى اللبنانية تتطلب "... موقفاً مسيحياً لبنانياً شجاعاً وربما من الكنيسة المارونية بالذات (...) يعلن أن خيار المسيحيين، من أجل مستقبل لبنان هو الدولة العلمانية الديمقراطية، وأن ينبري مفكرون علمانيون وعلماء وطنيون موثوقون وذوو صدقية من كل الطوائف، لوضع برنامج لتحقيق هذا الإنجاز الإنقاذي على أساس تنفيذ متدرج (خلال عشرين عاماً مثلاً) على أن يُشرع في تطبيقه في المدارس والجامعات والجمعيات والمراكز الثقافية التي تعلن ولاءها لهذا التوجه والالتزام بهذا البرنامج (...)". يتوزع هذا الكتاب على ثلاثة محاور أساسية هي: المحور الأول: في الشأن اللبناني. - دور بيروت الريادي في الوعي العربي للخطر الصهيوني. - إلغاء الطائفية السياسية: ازدواجية اللغة وباطنية الهدف؟ - الديماغوجيا لا تصنع وعياً. - العلاقات اللبنانية - الفلسطينية: الحقوق - السلاح - التوطين. المحور الثاني: في الشأن الفلسطيني - الإسرائيلي. - خطة شارون لإلغاء فلسطين: جريمة بلا عقاب. - صعود الشارونية وشروط اندحارها. - من شارون إلى أولمرت: الانقسام الفلسطيني ومخاطره. المحور الثالث: في الشأن العربي. - ستون عاماً على النكبة: الأداء العربي - الفلسطيني في مواجهة إسرائيل والصهيونية. - ماذا يعني "جماهير" و"شارع" في غياب الوعي والقيادة؟ - الرئيس الأسد في موسكو: الحدود المشتركة في جورجيا إلى لبنان. - السودان في مهب اللاعقلانية العربية.
