الليلة الأخيرة By Emmanuel Bove ... أرنولد، الفتى الذي تتضح فيه وعليه كل خصائص البطل وفق نظرة إيمانويل بوف الروائية، وفي إحدى الغرف المظلمة في نزل حقير بالحي الشعبي مونارتر» بالدائرة الثامنة عشر لباريس، وهو في تمام بأسه، تتنازعه كل أصناف الأزمات، ويطل على الرحام من نافذة معزولة. خلال ليلة وحيدة وأخيرة، دامسة وماطرة، يقرر أرنولد غلق تلك النافذة وتجريب آخر الوسائل من أجل معانقة البطولة، من أجل الحصول على مكان ما بين الناس»، هذه الوسيلة هي التحكم في مقالب الانتحار. لا يمكن الخروج من عالم إيمانويل بوف بسهولة، فروایات شبيهة بغابة كثيفة، أشجارها متشابكة وعوالمها غريبة ومخيفة، لا تخرج منها إلا وقد رعت في جسدك خدوش كثيرة. في الليلة الأخيرة، يزرع بوف خدوشا أخرى في الذات الإنسانية. يقف أمامها في هيئة قاض مطرقته القسوة وفي هيئة متهم تهمته ابتسامته الحزينة التي تقرر فجأة أن تموت. قد تنجح مطرقة القسوة في الوقوف أمام إرادة تلك الابتسامة التي ترغب في الموت، لكن ما من ابتسامة في هذا العالم، يمكنها أن تقف في وجه القسوة. هذا درس إيمانويل بوف الذي يريد أن يلقنه إلى العالم في ليلة واحدة... قد تكون الليلة الأخيرة.
Author
![Emmanuel Bove]()
Emmanuel Bove
إيمانويل بوف، ولد في باريس باسم إيمانويل بوبوفنيكوف عام 1898، وتوفي في مدينته الأصلية يوم الجمعة 13 يوليو 1945، وهي الليلة التي استعدت فيها فرنسا بأكملها للاحتفال واسع النطاق بأول "يوم ربع سنوي" منذ الحرب العالمية الثانية. ربما لم يشارك في الاحتفالات. كان بوف معروفًا بأنه رجل قليل الكلام، ومراقب خجول وسري. كانت رواياته ورواياته مأهولة بشخصيات غريبة الأطوار، "خاسرين" كانوا دائمًا مفلسين. وفي بيئاتهم المبتذلة، استسلموا لمصيرهم اليائس. أسلوب بوف المتجدد والملاحظات الفكاهية تأكدت من أن حكاياته المؤلمة كانت حداثية إلى جانب كونها محبطة: ليس الأسلوب، ولكن الموضوعات تتوافق مع أجواء ما بعد الحرب بدقة.