العرب والديمقراطية... أين الخلل؟!
العرب والديمقراطية... أين الخلل؟! بقلم عبد الله الطوالبة ... مكمن المشكلة التي يتمحور حولها هذا الكتاب، ومنها انبعث سؤال مؤلفه الدكتور عبد الله الطوالبة وفرض نفسه عليه: العرب والديمقراطية .. أين الخلل؟!هذا الكتاب، يطمح في أن يكون مساهمة في الكشف عن هذا الخلل وفك ألغازه، بهدف تعطيل آليات إنتاج الاستبداد في الحياة السياسية والاجتماعية العربية. منذ سنوات ورأسي يلتهب بموضوعاته – يقول المؤلف – وكانت تبوح بنفسها في الحوارات مع الاصدقاء، وفي لقاءات العصف الذهني، وتفرض حضورها في ما تيسر لي نشره من مقالات وأبحاث. وأعتقد أنها اليوم، محط اهتمام على الصعيد العربي الأوسع، وبخاصة بعد اندلاع أحداث ما يُعرف بالربيع العربي وما ترتب عليها من تداعيات.ينطلق هذا الكتاب من فرضية أن الديمقراطية فلسفة مركبة من قيم الحرية والعدل والمساواة وتداول السلطة السياسية واحترام التعددية، وهي عملية تطور تاريخي، تعتمد التراكم إلى أن وصلت إلى ما هي عليه اليوم، كما نرى في الدول الرائدة بهذا الشأن.الديمقراطية كما يراها المؤلف: بما ضمانة لحرية الإنسان وإطلاق طاقاته الإبداعية، رافعة حقيقية للتقدم والنهوض. وبما هي نهج في التفكير وأسلوب في العمل السياسي يتيح التداول السلمي للسلطة السياسية، فإنها تبقي أفق التغيير السياسي مفتوحاً؛ لينتج فرصاً أكبر لاستقرار المجتمعات وتعميق تلاحمها الداخلي وتعزيز الانتماء للأوطان، من خلال تعميم قيم العدل والمساواة.وبناءً على مشكلة هذا البحث وأهدافه وفرضياته والأسئلة التي يثيرها انقسم إلى أربعة فصول. يتناول الفصل الأول، الربيع العربي، ويتمحور حول الانتفاضات الشعبية التي فجرها الشباب في مطلع العام 2011، أما الفصل الثاني، فيتقصى جذور الاستبداد في ثقافتنا، وفي مرجعياتنا التأسيسية، حيث يتمحور حول القاع الثقافي الاجتماعي في إنتاج الاستبداد، وتناول الفصل الثالث إشكالية السلطة السياسية، وركز على موضوع الدين والدولة وتداخل الديني والسياسي في المرجعية العربية، فضلاً عن دور العصبية القبلية في طبع الحياة السياسية العربية، والبحث في الخلافة السنية والإمامة الشيعية...، أما الفصل الرابع، فتمحور حول دولة الحاضر العربية، وتوالد الاستبداد، وركز على أسباب استعصاء الدولة العربية على التحديث السياسي وقابلية المجتمع العربي للشرذمة والانقسام. كما تناول تجليات الاستبداد وانعكاساته في الفكر العربي بتياراته الرئيسة: فكر النهضة، والتيار القومي واليساري، ثم التيار الإسلامي، وكذلك تم بحث دور التعليم في رفد الاستبداد.
