السيمياء العامة وسيمياء الأدب من أجل تصور شامل

(0)
(0)
Rating
0.0/5 0
Description

السيمياء العامة وسيمياء الأدب من أجل تصور شامل بقلم Abdul Wahid Al-Murabit ... يُقدم د. "عبد الواحد المرابط" من المغرب دراسة أدبية هامة جاءت في كتاب عنوانه "السيمياء العامة وسيمياء الأدب - من أجل تصور شامل". يعالج في هذه الدراسة حقلاً معرفياً في غاية الشمولية والاتساع وهو "السيمياء" أي العلم العام للعلامات، بصفته علماً شاملاً لأنساق الدلالة، وهنا يدرس الباحث حقلين معرفيين هما "السيمياء العامة" و"سيمياء الأدب". "السيمياء العامة" تعني علم العلامات (sémiologie) اختار هذا المصطلح العالم اللغوي السويسري فيردينان دوسوسير، في بدايات القرن العشرين للدلالة على علم عام للعلامات ينطلق من اللسانيات بصفتها فرعاً نموذجياً. أما المصطلح الثاني (sémiotic) - في نفس الفترة - اختاره الفيلسوف الأميركي شارل سندرس بيرس، ليدل على علم عام للعلامات يصدر عن المنطق والفلسفة. أما بالنسبة لهذه الدراسة فقد اختار د. "عبد الواحد المرابط" مصطلح "السيمياء" بصفته يقابل كلاً من (sémiologie) و(sémiotique) فأراد الباحث هنا استخدام مصطلح عربي قادر على استيعاب هذه الفروق: "فـ "سيمياء" كلمة عربية قديمة لها وزن خاص بالدلالة على العلم، مثل "كيمياء" و"فيزياء" و"خيمياء"... وبالرجوع إلى "لسان العرب" نجد "السمة" و"السّيمْياء" و"السّيماء" وهي كلها تتمحور حول "العلامة". "العلامة على صوف الغنم"، "العلامة توضع على الشاه"... إلخ، إذاً علم السيمياء يدرس جميع الأنساق الدلالية في المجتمع الإنساني. أما دراسته لسيمياء الأدب، فقد وضع الباحث مدخلاً بعنوان: "من أجل تصور شامل لسيمياء الأدب"، قارب فيه السيمياء الأدبية من خلال منظورين متراكبين أحدهما يربطها باللسانيات وبالسيمياء العامة، والآخر ربطه بحركية النقد الأدبي وتحوله من "الرؤية الانعكاسية" الوضعية إلى "الرؤية الرمزية" السيميائية، أي تحوله من اعتماد مفهوم "العمل الأدبي" (ceuvre) وما يرتبط به من مقولات مثل "الانعكاس" و"التعبير" وغير ذلك، إلى اعتماد مفهوم "النص الأدبي" (texte) وما يرتبط به من مقولات مثل "العلامة" و"النسق" و"الاندلال" وغير ذلك. يعتبر الباحث د. "عبد الواحد المرابط" أن السيمياء علم شمولي موسوعي ينبغي النظر إليه في ضوء خصوصيات الفكر المعاصر، أي فكر ما بعد الحداثة الذي يقوم على "التقاطعات" المعرفية ويتجاوز حدود "الابستمولوجية الوضعية" ليخترق مختلف المجالات والميادين ولذلك فهو يستنتج أن السيمياء علم "متقاطع المعرفة" (Interdisciplinaire) يتوسع ليضم إليه مختلف العلوم والمعارف أي أن السيمياء بنية معرفية شمولية جديدة، أو "باراديجم" (paradigme) جديد - بتعبير توماس كون - يحل محل الباراديجم الذي انبنت عليه الحداثة، الذي هو الفلسفة الوضعية ونموذجها التاريخي، أو - على الأصح - يستوعبه ويتجاوزه ليوظفه توظيفاً معرفياً جديداً. دراسة أدبية هامة، تطور البنى المعرفية لدى الإنسان إلى نموذج أكثر شمولية واتساعاً وهذا ما تعنيه السيمياء في ضوء الفكر المعاصر.

Copyrighted material, Not available for download
Write a review
Notify me when available for reading

Author

Similar books

Customer Reviews

0.0/5

0.0 out of 5 stars

based on 0 reviews

Ratings and reviews about

5 starts

0 %

4 starts

0 %

3 starts

0 %

2 starts

0 %

1 starts

0 %

Share your thoughts

Share your rating and thoughts with us

Login to add to your review

Recent Reviews

No reviews yet. Be the first and write your review now

Write a quote

Recent Quotes

No quotes yet. Be the first and write your quote now

Readers

No readers yet