الأقتصاد الثقافي العالمي
الأقتصاد الثقافي العالمي بقلم Christiaan De Beukelaer، Kim-Marie Spence ... شير الكتاب إلى أن نجاح الاقتصاد الثقافي يتوقف على افتراض محوري، وهو أن الاقتصاد الثقافي يحفز النمو الاقتصادي، بمعدل أعلى من باقي أجزاء الاقتصاد، ويخلق وظائف ويعمل على زيادة الصادرات ويحسن مستوى الرفاه والصحة. علاوة على ذلك يقال إن الإبداع الكامن في قلب الاقتصاد الثقافي هو الثروة الحقيقية للأمم في القرن الحادي والعشرين، وجملة القول إن الاقتصاد الثقافي يعد مساهماً في الاقتصاد، على الرغم من ذلك طالما واجهت الأنشطة الفنية والثقافية مشكلة العجز عن توليد عائد (دخل مكتسب) من المبيعات يكفي لتغطية كُلفتها، ناهيك عن تحقيق ربح، فكيف نفسر هذا التناقض؟ إحدى سبل دراسة هذه الظاهرة هي تقديم قراءة غائية للاقتصاد الثقافي، عبر تحديد أربعة نماذج مختلفة للصناعات الإبداعية، أولها «نموذج الرفاه» الذي يفترض الإخفاق الاقتصادي، بمعنى أن أسعار السوق لا تغطي الكُلف، ثانياً «نموذج المنافسة» الذي يفترض أن هذا القطاع لا يختلف كثيراً عن باقي قطاعات الاقتصاد، أي أن بعض المشروعات التجارية سوف تنجح وبعضها لن يلاقي نجاحاً، لكن هذا الفشل لا يرجع إلى عيب في بنية القطاع. ثالثاً «نموذج النمو» الذي يرى أن الاقتصاد الثقافي يتفوق في الأداء على باقي قطاعات الاقتصاد، ورابعاً «نموذج الابتكار» الذي تنتج عنه مكاسب اقتصادية معتبرة كذلك، لكنها تنبع من تأثير الابتكار في الاقتصاد ككل لا من المنتجات أو الخدمات المباشرة التي يقدمها القطاع. يهدف هذا الكتاب إلى إثارة الجدل وإلى تحدي المفاهيم المقبولة، عبر ترسيخ المناقشة في واقع عمل الاقتصاد الثقافي في مناطق محلية شتى عبر العالم؛ وذلك من دون العودة إلى مصطلح الصناعات الثقافية بدلاً من الإبداعية أو العكس. مثل هذه العودة تغلق الباب أمام التفاعل المستقبلي التي يطرحها الكتاب، ويستخدم أربع وسائل متداخلة لتحقيق ذلك، ومنها تحويل دفة الانتباه من الصناعات الإبداعية إلى الصناعات الثقافية، واستكشاف دور هذه الصناعات الثقافية، ومعناها في سياقاتها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية الأوسع؛ لذا يتم التركيز على الاقتصاد الثقافي، والاهتمام بما يحيط بتلك الصناعات من تنظيم اجتماعي وسياق ثقافي واقتصاد سياسي مهم. يتبنى الكتاب منهجاً عالمياً صريحاً في تناول الاقتصاد الثقافي، وبذلك يمكن استقصاء كيف يرتبط الخطاب العالمي بالمبادرات والسياسات على المستوى الحضري والقومي والإقليمي، كما يكشف عن التوتر الكامن في الثقافة، بوصفها تراثاً وابتكاراً، وبهذا يهدف إلى استيعاب تعقيد الثقافة وعلاقتها بالنطاق الاقتصادي، وإلى رسم حدود الاقتصاد الثقافي.