مدخل إلى علم النص ومجالات تطبيقه

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

مدخل إلى علم النص ومجالات تطبيقه بقلم محمد الصبيحي ... يرى المؤلف أن الباحثين يهتمون، في علم النفس والعلوم التربوية، بالطرق المختلفة لقراءة النصوص وفهمها واستيعابها، وبمختلف العمليات الذهنية التي يوظّفها الإنسان أثناء القراءة. كذلك يُعنى علم النفس الاجتماعي، خصوصاً ما يتعلق منه بالبحث في الاتصال الجماهيري، بدور النصوص وتأثيرها في التواصل وفي تشكيل الرأي العام وتوجيه السلوك الجماهيري. يعتبر الصبيحي أن علم الاجتماع يهتم بدراسة النصوص وتحليلها في إطار التفاعل الاجتماعي واختلاف الأشكال النصية باختلاف المقامات والمواقف الاجتماعية. أما الطب النفسي، فيلجأ إلى تحليل أبنية النصوص ومضامينها لما في ذلك من دور في تشخيص الاضطرابات والأمراض النفسية. يأتي اهتمام العلوم اللغوية بالنص إثر اقتناع اللغويين بضرورة تجاوز الدراسة اللسانية للجملة، الموضوع المفضّل لدى البنيويين، وإخراجها من الإطار الشكلاني الذي انحصرت فيه. يؤكد المؤلف أن علماء اللغة المحدثين يعتبرون أن النص يمثل الوحدة الطبيعية للتفاعل اللغوي بين المتكلمين. لا يتم التواصل أو التفاعل بين المتكلمين بجمل وعبارات معزولة، إنما يحصل عن طريق إنجازات كلامية أوسع، ممثلةً في الخطاب أو النص اللذين يمثلان الوحدة الأساسية للبليغ والتبادل، فإذا أردنا دراسة السلوك اللغوي لدى الإنسان للكشف عن سننه وقوانينه، يتعين علينا أن نتجاوز إطار الجملة ونهتم بالوحدة الطبيعية لممارسة اللغة، ألا وهي النص. انسجام يسعى الصبيحي في بحثه إلى دراسة تلك البنية للوقوف على عناصرها وعلى شتى مظاهر الاتساق والانسجام معاً. بعبارة أخرى، يصف علم النص النظام الداخلي وأنواع النصوص وطرق بنائها، ويهدف، إضافة إلى المعايير والقوانين التي يستقيم بها النص، إلى تحقيق غرض أشمل يتمثل في تحديد البنيات المجردة لمختلف أنواع النصوص. كذلك يتمثل أحد الأهداف المهمة لهذا البحث في أنه يحاول أن يقدم هذا التوجه اللساني الحديث للقارئ العربي في شكل مبسّط، مع بيان بعض مجالات تطبيقه، وكيفية الإفادة منه في بعض الميادين كتعليم اللغة ودراسة الأدب وتدريسه. يبيّن المؤلف الأهمية الاجتماعية للنص، فيرى أنه أحد أهم المرتكزات الأساسية التي تقوم عليها الحياة الاجتماعية، إذ لا يمكن تصوُّر مجتمع منسجم ومتماسك من دون نصوص تنظِّم مختلف مؤسساته وتضبط قوانين اشتغالها، وتقنّن التعامل بين أفرادها، بما يضمن لها الثبات والاستقرار. يشير الكاتب الى أنه لهذا السبب تزخر حياتنا الاجتماعية بأنواع مختلفة من النصوص، منها القانوني والسياسي والإعلامي، ومنها الديني والأدبي والفلسفي. يتميز كل نص بدوره في تحريك التفاعل الاجتماعي وتنظيم جانب من أنشطة الحياة الاجتماعية. ليس النص مجرد تدوين للحفظ والتسجيل، بحسب الكاتب، لكنه يمثّل سلطة تقنين وتوجيه وتشريع، يؤثر النص الأدبي في أجيال الأدباء والشبان ويكون أحد مصادر الإلهام في التشريعات والنصوص التاريخية التي تعبّر عن روح الأمة وتكشف عن مسارها التاريخي. تعتبر النصوص القانونية أساس الدولة ودعامة مؤسساتها، بينما النصوص الدينية هي سلطة تصدر عن الوحي وطاعة الأنبياء، تعطي شرعية للسلطان ضد معارضيه وتشرّع للثورة ضد السلطان. يعتبر الصبيحي أن النص يمثّل مرحلة متطوّرة من تاريخ المؤسسات الاجتماعية، إذ لم تظهر الحاجة إليه إلا بعدما بلغت هذه الأخيرة درجة عالية من التطوّر والتعقيد، مما استدعى ضرورة إيجاد نصوص تضبط مسارها وتقنّنه.

غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر.
أضف مراجعتك
أبلغني عند توفره للقراءة

نبذة عن الكاتب

كتب مشابهة

مراجعات العملاء

0.0/5

0.0 out of 5 stars

من 0 مراجعات

تقييمات ومراجعات

5 نجوم

0 %

4 نجوم

0 %

3 نجوم

0 %

2 نجوم

0 %

1 نجوم

0 %

قيِّم الكتاب

شاركنا رأيك وتقييمك للكتاب.

سجل دخولك لتتمكن من إضافة مراجعتك.

أحدث المراجعات

لا توجد مراجعات بعد. كن صاحب أول مراجعة واكتب مراجعتك الآن.

أضف اقتباسًا

Recent Quotes

لا توجد اقتباسات بعد. كن صاحب أول اقتباس وأضف اقتباسك الآن.

القرّاء

لا يوجد قراء بعد