كأنها نائمة

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

كأنها نائمة بقلم إلياس خوري ... "حفظت ذاكرة ميليا مشهد ضهر البيدر، كأنه خيال ظلّ مرسوم باللون الأسود. زوجها منصور حوراني يحمل شمعة صغيرة، ويمشي أمام السيارة ببدلة العرس السوداء، والمعطف الزيتي الطويل. جلست الفتاة بثياب العرس البيضاء في المقعد الخلفي من السيارة، تغطت بالعتمة وهي تشاهد صلعة السائق تلمع بالقشور البيضاء، سوف تقول لزوجها عند وصولها إلى مدينة الناصرة في الجليل أن صورته انطبعت في عينيها شبحاً أسود يتداعى أمام السيارة التي لم تستطع أضواؤها الأمامية أن تشق الضباب الكثيف الذي غطى مرتفع ضهر البيدر في تلك الليلة المثلجة. في الثالثة من بعد ظهر السبت 12 كانون الثاني 1946، تزوج منصور وميليا، في كنيسة الملاك ميخائيل،و بارك إكليلهما الكاهن بولس سابا، عندما انتهت الصلاة وقف العروسان أمام باب الكنيسة، وحولهما أفراد عائلة ميليا من أجل تقبل التهاني. انهمرت الدموع من عيني ميليا فلم تر أحداُ من المهنئين، كانت دموعها تقفز من عينيها كأنها تطير، قبل أن تحط على خديها الأبيضين، منصور الذي احتلت ابتسامة عريضة شفتيه الرفيقين، كاشفة عن أسنان صغيرة بيضاء، لم ينتبه إلى بكاء عروسه إلا حين سمع أمها تنهرها قائلة: "عيب يا ميليا شو نحن بدفن، هيدا عرس"ز وعندما غادر جميع المدعوين حاملين علب الملبس الفضية ولم يبق في باحة الكنيسة سوى أفراد لعائلة، اقتربت الأم من ابنتها وضمتها إلى صدرها، وارتجفت المرأتان بالبكاء. أزاحت الأم ابنتها وقالت: "ولو يا بنتي رح تقطعيلي قلبي.." ابتسمت العروس وهي تشرق دموعها.. وأحاط أشقاء ميليا بالعروسين، رأت العروس شقيقها موسى وبؤبؤاه يتصاغران داخل عينيه، فأحست بالخطر، رفعت يدها بشكل لا إرادي كأنها تغطي وجه زوجها، وتحميه من نظرات أخيها". هي قصة ميليا، ميليا تلك التي أخيراً عادة المنامات إلى ليلها. ميليا ترى نفسها في المنامات فتاة صغيرة جداً، في السابعة ذات شعر أسود قصير ومجعد، تركض بين الناص وترى كل شيء، وحين تنهض في الصباح، تروي ما تشاء، فينظر إليها الجميع بخوف وذهول لأن مناماتها تشبه النبوءات التي تتحقق دائماً لم تخبر ميليا أحداً تخبئ مناماتها في مكان عميق تحت العتمة، تحفر في العتمة وتضع مناماتها. تذهب إلى الحفرة حين تشاء، تخرج ما تريد من مناماتها وتحلمها من جديد، وميليا والليل، ليست ميليا النهار... صار الليل بئراً وهي في قعر البئر... ويمضي الروائي في سرد حكاية هذه الميليا بين الحلم واليقظة تجتزئ حياتها الأحداث الفلسطينية عندما بدأ الاستعمار الصهيوني يزرع كيانه في تلك الأرض.

غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر.
أضف مراجعتك
أبلغني عند توفره للقراءة

نبذة عن الكاتب

إلياس خوري إلياس خوري

هو قاص وروائي وناقد وكاتب مسرحي لبناني، ولد في العاصمة اللبنانية بيروت عام 1948. كتب عشر روايات ترجمت إلى العديد من اللغات وثلاث مسرحيات وله العديد من الكتابات النقدية. يشغل حاليا منصب محرر في ملحق الحقيقة وهو الملحق الثقافي الأسبوعي لجريدة النهار.فيما يلي قائمة ببعض أشهر أعماله الأدبية:
عن علاقات الدائرة - رواية نشرت عام 1975
الجبل الصغير - رواية نشرت عام 1977
دراسات في نقد الشعر - كتاب نقد نشر عام 1979
أبواب المدينة - رواية نشرت عام 1981
الوجوه البيضاء - رواية نشرت عام 1981
الذاكرة المفقودة - كتاب نقد نشر عام 1982
المبتدأ والخبر - مجموعة قصصية نشرت عام 1984
تجربة البحث عن أفق - كتاب نقد نشر عام 1984
زمن الاحتلال - كتاب نقد نشر عام 1985
رحلة غاندي الصغير - رواية نشرت عام 1989
مملكة الغرباء - رواية نشرت عام 1993
مجمع الأسرار - رواية نشرت عام 1994

أعمال أخرى للكاتب

كتب مشابهة

مراجعات العملاء

0.0/5

0.0 out of 5 stars

من 0 مراجعات

تقييمات ومراجعات

5 نجوم

0 %

4 نجوم

0 %

3 نجوم

0 %

2 نجوم

0 %

1 نجوم

0 %

قيِّم الكتاب

شاركنا رأيك وتقييمك للكتاب.

سجل دخولك لتتمكن من إضافة مراجعتك.

أحدث المراجعات

لا توجد مراجعات بعد. كن صاحب أول مراجعة واكتب مراجعتك الآن.

أضف اقتباسًا

Recent Quotes

لا توجد اقتباسات بعد. كن صاحب أول اقتباس وأضف اقتباسك الآن.

القرّاء

لا يوجد قراء بعد