قبل أن ينقرض الحب - ثلاثية شعرية

قبل أن ينقرض الحب - ثلاثية شعرية بقلم يحيى السماوي ... «قبل أن ينقرض الحبّ» عنوان يُشكل رسالة لغوية، تُعرّف بهوية النص ومحتواه وتحدد مضمونه وتجذب القارئ إليها وتغريه بقراءتها اشترك في كتابتها ثلاثة شعراء هم: "يحيى السماوي وبلقيس الملحم وعلوان حسن" يتحدد من خلالها موقف كل شاعر من الحبّ هل هو جزءاً من الحياة أم الحياة كلها؟ هل هو رغبة مستقلة بذاتها؛ أم هو ثورة في النفس لا متنفس لها سوى بالحبّ؟ الجواب نقرأه عبر أقلام تناضل من أجل الحبّ لتجعله أعلى القيمات، مفتوحة على خيال كل شاعر الأمر الذي زاد من ثراء المعنى وساهم في ثراء القيمة التعبيرية للنص في آن. قدم للمجموعة بكلمة الشاعر العراقي هاتف جنابي وعنها يقول: "نحن أمام تجربة شعرية مختلفة ونادرة، تتمثل في تعددية شعرية – صوتية: تعددية شعورية تلتقي في مجرى واحد. عند ينبوع يتدفق، تنطلق منه لتعود إليه، فيصير معبدا، وفضاءً فسيحاً. إنه جغرافيا الحب التي لا تحدّها حدود، لأنها محور الحياة والآخرة. قبل أن ينقرض الحب، ثلاثية شعرية تشترك في مغامرتها ثلاث تجارب: يمثل أحدها يحيى السماوي، وهو شاعر متمرس متميز بتنوع إيقاعاته وموسيقاه، نذرَ نفسه لهذا الموضوع الحيوي الأزلي، يحبك خيوط قصائده وكأنه يعشق لأول مرة، وهو صديق قديم لي في هموم الشعر والحياة، يقول: "تُمسّدني فأشْفَى.../ ثم تَجرحني/ فتمسح بالوشاح دمي/ فأرْحقُ عطرَ بيدرها النهيد"، فجاء صوته وكأنه الفاتحة. الصوت الثاني الذي تعرفتُ عليه بفضل هذه الثلاثية هي بلقيس الملحم، شاعرة وكاتبة، باسلة في توهجها وجرأتها، وطازجة في شعرها وأفكارها، اكتمل بحضورها عالمُ الثلاثية، فكانتْ بمثابة النور واللون في هذه اللوحة الأزلية، يسحرنا برشاقة ريشتها هذا الحبُّ الملهم الموحد: "انتظركَ كأمّ يوسف/ بين ثيابي"، و"آمنتُ بأنّ عبوديتي لك هي أقصرُ الطرقِ للجنة" و"إنهما يُمارسانِ لُعْبَةَ تقشيرِ اللؤلؤ"، الحب بلا نداء في فراغ. الأسّ الثالثُ في هذه المتوالية هو صوت الشاعر علوان حسين. إنه باسترساله وعدم تكلفه، وأناقة أفكاره وتلميحاته وإيحاءاته، يصيرُ مسك الختام في ثلاثية مشرعة على كافة الاحتمالات، بانتظار ملاك الحب الحاضر بيننا دائماً: "أحدّقُ في وجوه الجالسين/ لعلي ألمحُ وجهكِ بينها/ وأنا وحدي أبدو مثل بخار/ يتصاعدُ من فنجانِ القهوة". «قبل أن ينقرض الحب» عمل جميل، يقدم نفسّه خصماً لدوداً لفكرة انقراض الحبّ، يستلهمه بصورة شمولية وفي النهاية هو تجربة متناميةٌ، لا تُعوّل كثيراً على الجانب الحسي العابر فيه. وكأننا إزاء تجربة تتماهى، منزعا مع قول جميل بثينة: قبل أن ينقرض الحب عمل جدير بالقراءة". توزعت عناوين المجموعة «قبل أن ينقرض الحبّ» على ثلاثة أقسام: القسم الأول ويضم (14) قصيدة للشاعر يحيى السماوي، والقسم الثاني ويضم أيضاً (14) قصيدة للشاعرة بلقيس الملحم، أما القسم الثالث فيضم (10) قصائد للشاعر علوان حسين.