عندما يلتقيان

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

عندما يلتقيان بقلم هدى العوى ... ذات يوم تعود "صفاء" من مقر عملها في صالون التزيين النسائي في ساعة متأخرةإلى منزلها، وفي الطريق ترتطم السيارة التي يقودها السائق الهندي "أكبر" بشيءٍ ما أفزعها! وإذ برجل ممدّداً أمام سيارتها يبدو منظره غريب. كثّ الشعر ورثّ الملابس وبيده عصا يتكأ عليها وينهض وبنظراته هلع وانكسار.تحاول "صفاء" والسائق الهندي مساعدة الرجل؛ إلا أنه يهرب راكضاً بعصاه، ليختفي عن الأنظار. تقص الفتاة ما جرى معها لوالدتها، فتخبرها الأخيرة أن هذا الرجل هو ذلك المسكين "سعدون"، جارهم في البيت القديم، وبدأت تستذكر ما حدث.. فبعد أن بلغ سعيداً ثلاث سنوات تقريباً أنجبت أمّه إخوته "سعاد" و"فؤاد" بفترة قصيرة، وبعدها مرضت وتوفيت تاركة ورائها ثلاثة أطفال بأمسّ الحاجة إليها.. بعد ذلك تأخذ الجدة الأولاد الثلاثة لرعايتهم فترة من الزمن.. وبعد زواج الأب من امرأة أخرى، ينتقلون للعيش مع أبيهم وزوجته الجديدة، ولأنها كانت سيئة الخلق، منعت عن الأولاد الطعام، فقرروا تناول الطعام خلسة، وبعد اكتشافها للأمر، انهالت عليهم وعلى والدتهم بالسبّ والشتم، لم يتحمل سعيد الطفل ما جرى فردّ على زوجة أبيه ومسك يدها وضربها، فما كان منها إلا أن هددته بأن توصل شكواها للشرطة لكي تسجنه بعد أن تطاول عليها.بعد هذه الحادثة، تنشأ عقدة الخوف لدى سعيد الطفل وتكبر معه شاباً ويبقى هارباً ومتوارياً عن الأنظار يعيش حياة الدراويش بين أزقة البيوت والتجول بالشوارع حتى صار لقبهُ الرسمي "المجنون".يزداد فضول "صفاء" لمعرفة من هي عائلة "سعيد" في نفس الوقت الذي يزداد عطفها عليه ومساعدته؛ فتبدأ مرحلة أخرى من البحث والتقصي تقودها إلى معرفة زوجة أبيه وأخوته وكل ما يحيط عالمه من غموض.. فتتكشف أمامها حقائق جديدة تجعلها أكثر إصراراً على مساعدته وتخليصه من الحالة التي هو عليها.. ولكن ما لم يكن في حسبان صفاء أن يتحول هذا الاهتمام إلى حبٌ مجنون.. فهل ينتصر الحب على العقل والجنون...؟في الخطاب الروائي تستخدم الكاتبة العوّى لروايتها تقنية الراوي العليم المحايد. فهي تفسر ما يحدث دون تدخل مباشر منها؛ فمهمتها تقتصر على رصد الوقائع وحركة الشخوص والمكان، وتتبع ما يجري، فبدت وكأنها تعرف شخصياتها، وما يجول في خواطرهم، وحتى ما يعتزمون فعله، مستخدمة ضمير الغائب، والمخاطب، وهي أداة مكّنت الكاتبة من طرح ما تريد من أفكار على الرغم من كونها متوارية عن الأنظار، وبهذا الاشتغال تركت القارئ في حالة ترقب حكائي مشوق ومثير وكل هذا يأتي تحت تأثير اللعبة الفنية التي أداتها اللغة.وعليه، سوف تشكل رواية "عندما يلتقيان" خطوة روائية مهمة في مسيرة الكاتبة "هدى العوّى"، لكونها تطرح مسائل إنسانية، على طريقتها، وبلغتها، فإذا بمجنونها غير كل المجانين، وعشاقها.. أبطال.. غير كل العاشقين.من أجواء الرواية نقرأ:"... يكفي يا أمّي النظرة الفوقية للآخرين، ويكفيكم تحكّماً بمشاعري، فقد قاربت عمر الأربعين واكتسبت الكثير من الخبرة، وأعرف ما يناسبني بأيِّ قرار. ردت عليها: لقد كنتُ أفتخر بفطنتك وذكائك ورجاحة عقلك، ولم أتوقع أن يأتي يوم وتعشقين مجنوناً.. ردّت عليها بكلّ ثقة: وما المانع لو التقى العقل والجنون يا أمّي، أكثر المتزوجين عقلاء، وكلّ واحدٍ يتهم الآخر بالجنون ببعض الأوقات الصعبة والمشاحنات بينهما.. ردّت عليها بلهجة حنونة: ولكنك ستضحين براحتك لتأهيل سعدون ليكون رجلاً. اطمئنّي، يا أمّي أنا وسعدون سنكمّل بعضنا، فلقاؤنا لم يكن صدفة يا أمّي، بل هو مقدّر علينا. ردّت عليها: طلبكِ للزواج؟ لا، يا أمي، أنا سأخطبه، هو لم يعلم بشيءٍ، أنا مجرّد حالمة يا أمّي، وهل الأحلام حرااام؟

غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر.
أضف مراجعتك
أبلغني عند توفره للقراءة

نبذة عن الكاتب

كتب مشابهة

مراجعات العملاء

0.0/5

0.0 out of 5 stars

من 0 مراجعات

تقييمات ومراجعات

5 نجوم

0 %

4 نجوم

0 %

3 نجوم

0 %

2 نجوم

0 %

1 نجوم

0 %

قيِّم الكتاب

شاركنا رأيك وتقييمك للكتاب.

سجل دخولك لتتمكن من إضافة مراجعتك.

أحدث المراجعات

لا توجد مراجعات بعد. كن صاحب أول مراجعة واكتب مراجعتك الآن.

أضف اقتباسًا

Recent Quotes

لا توجد اقتباسات بعد. كن صاحب أول اقتباس وأضف اقتباسك الآن.

القرّاء

لا يوجد قراء بعد