دائرة التوابل

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

دائرة التوابل بقلم صالحة عبيد ... "دائرة التوابل". ولكن قد يطيب للقارئ أن يُسمِّيَها: امرأة الرائحة. التي وكأنما الرائحة تقرِّر مصيرها، ومصائر شخصيات الرواية ممَنْ يمكنها التحكُّم بهم، ونزعم أنها تحاول أن تقرر مصائر القراء كذلك. فهي رواية عن امرأة هي سليلة عائلة تعمل بتجارة التوابل، وقد لفتت نظر والدها أوَّلاً، ثمَّ جميع مَنْ عرفوها بأن لديها قدرة على تمييز مُكوِّنات التوابل من خلال الرائحة، "وضعت شيئاً من التوابل على طرف لسانها، ونطقت بالمُكوِّنات: فلفل، قرفة، قَرَنْفُل، وهيل!" إنها تشمُّ أكثر ممَّا ينبغي، وتُقوِّم الأشخاص استناداً إلى روائحهم. حين التقت بـ "صبي المقبرة" لم تشعر إزاءه إلَّا بالاستفزاز والغضب، مع هذا كانت تبحث عنه ليُحدِّثها هو عن رأسه الكبير، وتشمئزُّ هي منه وتغضب. عندما كبرت قليلاً منعها ذووها من اللعب جوار "سور المقبرة": مكانها الأثير، لأنها "كبرت على اللعب"، ثم غادروا الحَيَّ، فانقطعت عن "صبي المقبرة". لكن هذا لم ينسَ طفولته معها، وفجأة تقدَّم ليطلبها زوجة له. تقول له إنها لا تستطيع أن تحبَّه ولا أن تتزوَّجه، لأنه منعدم الرائحة، بل إن لديه رائحة ما، لكنها ليست "حامضية" مثل روائح الرجال ... واستناداً إلى ذلك تقرِّر مصيره ومصيرها. خلال ذلك يتعرَّف القارئ أيضاً على التغيُّرات والتطوُّرات التي طرأت على دبي والمجتمع الإماراتي، بحبكة روائية، تجعل القارئ لا يستطيع وضع الرواية جانباً إلَّا وقد أكمل قراءتها. من الكتاب: تتذكَّر دائماً أنها كانت تَحفِر بيدَيْها العاريَتَيْن الرمل المحيط بسور المَقْبَرَة، تريد لو تستطيع أن تُجاوِر الآخرين الذين سبقوها إلى العدم، تَحفِر وتتأمَّل ذرَّات الرمل، في حين يلعب الأطفال الذين في مثل عُمُرها في الساحة الأبعد، مُتجنِّبين النظر إلى ما يجهلونه وما يخافونه، وحده اقترب منها ذلك اليوم، قبل سنوات، وسألها: ماذا تفعلين، أيَّتها المجنونة؟ تتذكَّر بوضوح غضبها المتصاعد حينها، الشراسة الحيوانية التي قفزت بها نحوه وهي تلصق يدها المعفَّرة بالتراب على وجهه. كانت فورةً لم تزل منذ حينها تربط بينها وبينه بمصير خفيٍّ، شعرت بأنها قد لمست ذلك الوجه الذي كان يثير سخطها سابقاً، تراه كثيراً منذ انتقالهم إلى الحَيِّ، يحاول أن يجد لنفسه مكاناً بين الصِّبيَة والفتيات، هو القادم الجديد، المنبوذ! باغتَها ذلك الشعور بالأُلفة على أثر اللمسة، فتجمَّدت قليلاً عندما ظهر أن حركتها نحوه لم تُثِر خوفه أو استفزازه، وكأنّها حركة معتادة، أو كأنّها فعلَت ذلك سابقاً، حفَّزتْها بلاهته إلى أن تتجاوب مع حديثه: كان يوجد بحرٌ هنا، هل تعرفين ذلك؟

غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر.
أضف مراجعتك
أبلغني عند توفره للقراءة

نبذة عن الكاتب

صالحة عبيد صالحة عبيد

كاتبة إماراتية ولدت عام ١٩٨٨، لها مجموعة قصصية تسمى "الزهايمر" و "ساعي السعادة " كما صدر لها أول رواية "لعلها مزحة " كما أنها عضو مجلس الثقافة والعلوم في دبي .

أعمال أخرى للكاتب

كتب مشابهة

مراجعات العملاء

0.0/5

0.0 out of 5 stars

من 0 مراجعات

تقييمات ومراجعات

5 نجوم

0 %

4 نجوم

0 %

3 نجوم

0 %

2 نجوم

0 %

1 نجوم

0 %

قيِّم الكتاب

شاركنا رأيك وتقييمك للكتاب.

سجل دخولك لتتمكن من إضافة مراجعتك.

أحدث المراجعات

لا توجد مراجعات بعد. كن صاحب أول مراجعة واكتب مراجعتك الآن.

أضف اقتباسًا

Recent Quotes

لا توجد اقتباسات بعد. كن صاحب أول اقتباس وأضف اقتباسك الآن.

القرّاء

لا يوجد قراء بعد