حروب المعنى

(1)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

حروب المعنى بقلم مجموعة مؤلفين ... "بعد التحرّر من الاستعمار، وجدت الشعوب نفسها تمتلك لغات كولونيالية لا تخلو العلاقة معها من بعض المفارقة: هي أجنبيّة بقدر ما أنّها وسيلة التعبير الرّسمية التي فرضها العصر على غير الغربيين. ولذلك لم تجد تلك الشعوب من استعارة مناسبة لتحمّل هذا الوزر الميتافيزيقي غير المقصود سوى أن تعتبر تلك اللغات «غنائم حرب» يمكن استعمالها ضد المستعمر. لكنّ ما كان مجرّد غنيمة قد تحوّل بعد الاستقلال إلى قدر لغوي يلقي بكلكله على عقول الأجيال. كيف نواجه هذا القدر المزعج؟ هل مازال يمكن أن نقول أنفسنا أو شكل حياتنا من دون ترجمة؟ - يبدو أنّ اللّغات الغربية قد حوّلت جميع اللغات غير الغربية إلى «لغات مترجمة». لا نعني الترجمة بالمعنى المعتاد من لغة أصليّة إلى لغة أجنبيّة؛ بل الترجمة بوصفها وضعية ميتافيزيقية للغة ما: أن تفقد لغة ما «عالم الحياة» الذي نشأت كي تقوله، وأن تجد نفسها ملقى بها في عالم عليها فقط أن تترجمه. ولأنّها تترجمه لأوّل مرة فهي تتعامل معه وكأنّه عالم «أصلي» غريب عن عالمها الأصلي الخاص. إنّ الأصلي قد غيّر من مفهومه. وإذا باللغة المتداولة تتفوّق على لغتنا الكلاسيكية وتحوّلها إلى عبء هووي. لكنّ ذلك ليس ترفًا أسلوبيًّا، بل هو أقرب ما يكون إلى «حرب في المعنى». من يترجم ليس حارسًا يؤمّن العبور بين لغة-مصدر ولغة-هدف؛ بل هو «محارب معنى» يحرّر أكثر ما يمكن من لغته المتاحة اليوم من أجل قول عالم كل تعبير عنه هو ترجمة. ولذلك هو يحرّر المعنى من رطانة «الأجنبي» بقدر ما يحرّره من غطرسة «الأصلي». وذلك من أجل قارئ لم يعد يجده حيث كان يتوقع: لم يعد المتكلّم الأصلي لعالمه بل صار المترجم رغم أنفه.

غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر.
أضف مراجعتك
أبلغني عند توفره للقراءة

نبذة عن الكاتب

كتب مشابهة

مراجعات العملاء

0.0/5

0.0 out of 5 stars

من 0 مراجعات

تقييمات ومراجعات

5 نجوم

0 %

4 نجوم

0 %

3 نجوم

0 %

2 نجوم

0 %

1 نجوم

0 %

قيِّم الكتاب

شاركنا رأيك وتقييمك للكتاب.

سجل دخولك لتتمكن من إضافة مراجعتك.

أحدث المراجعات

لا توجد مراجعات بعد. كن صاحب أول مراجعة واكتب مراجعتك الآن.

أضف اقتباسًا

Recent Quotes

لا توجد اقتباسات بعد. كن صاحب أول اقتباس وأضف اقتباسك الآن.

القرّاء

لا يوجد قراء بعد