النومة الأخرى
النومة الأخرى بقلم جوليان جرين ... يبدأ جرين الحكاية من فوق جسر إيينا بباريس، الطفل بطل الرواية الذي يخشى الكذب على والديه لكنهما لا يسألانه عن شيء يخصه، فيرفعا عنه الحرج. أمه التي تعيش في عالم خاص بها لا تخرج منه، وأبوه الطبيب المحبط الغاضب طوال الوقت من شيء ما لا يستطيع مواجهته. يجلس مدربا نفسه على الحوار، وفي النهاية يلقى بأوراقه المبعثرة في وجوه من أغضبوه. يصير الطفل شابا، بصحبة كلود ابن خالته لبضع سنوات ثم يتركه ليلتحق بالجيش الفرنسي، ويرحل أبيه في نهاية مؤسفة وتقل موارد أمه فينتقلا لبيت أصغر وحياة أكثر تقشفا، ويهيم هو أكثر على وجهه وتزداد عزلته وشروده. في الحب، يحاول جاهدا أن يجد مكانا، ينام أسفل العتبات ليراقب أقدام حبيبته تتحرك بصحبة صديق له، وهواء بارد يلفح وجهه منطلقا من الشق الصغير أمامه. لا يفلح الأمر ولا ينجح في دراسته ولا يعرف ما عليه فعله في حياته. ترحل أمه أيضا، تسقط على عتبة المنزل، نصف بالداخل ونصف خارجا، لا يعرف ما يفعله بجثمانها، فينقذ العم الأمر، يحاول أن يحدثه قليلا عن حقائق الحياة، فيجفل. يتتبع ذاكرته لبيتهم الريفي، ولا يهدأ سوى في رحلة قصيرة إلى هناك بصحبة ابن خالته الذي لم يعد يرغب في وجوده. رواية عن العزلة والاغتراب والوحدة الذين شعر بهم الإنسان الأوروبي إبان الحرب العالمية الثانية، وتخبطه بين مشاعره الداخلية ورغبته في الحياة. على ضفاف النهر يروي حكايته، بداية وبنهاية مفتوحة كسريان أمواجه الهادئة اللامعة تحت الشمس. يعرف أنه حين يكبر في العمر سيتذكر هذا تحديدا وقلبه راضيا.
