التفكير العلمي

(1)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

التفكير العلمي بقلم فؤاد زكريا ... «العِلمُ مَعرِفةٌ تَراكُمِيَّة. ولَفظُ «التَّراكُمِية» هَذا يَصِفُ الطَّرِيقةَ التي يَتطوَّرُ بِها العِلْم، والتي يَعلُو بِها صَرْحُه؛ فالمَعرِفةُ العِلْميةُ أَشْبهُ بالبِناءِ الذي يُشيَّدُ طابَقًا فَوقَ طابَق، معَ فارِقٍ أَساسِيٍّ هُو أنَّ سُكَّانَ هَذا البِناءِ يَنتقِلُونَ دَوْمًا إلَى الطابَقِ الأَعْلى؛ أيْ أنَّهُم كُلَّما شَيَّدوا طابَقًا جَدِيدًا انْتَقلُوا إلَيْه وتَركُوا الطَّوابِقَ السُّفْلى لتَكونَ مُجرَّدَ أَساسٍ يَرتكِزُ عَلَيه البِناء.» بَينَما يَقفُ العالَمُ العَربيُّ على أَعتابِ التَّفكِيرِ العِلمِيِّ مُتسائِلًا حَولَ جَدْوى تَطبيقِه، يَشهَدُ الغَربُ تَقدُّمًا حَضارِيًّا هائِلًا هُو نِتاجُ اعتِمادِهِ عَلى التَّفكيرِ المُنظَّمِ والمَنهَجيِّ منذُ أكثرَ مِن أربَعةِ قُرُون؛ لِذا فإنَّنا لَن نَستَطيعَ أنْ نَضمَنَ بَقاءَنا المُستقبَليَّ ما لمْ نَتَبَنَّ هَذا التَّفكِير. مِن هَذا المُنطَلَقِ يَدعُو «فؤاد زكريا» إلى ضَرُورةِ أَن يَحتلَّ التَّفكيرُ العِلميُّ مَكانةً كَبيرةً لَيسَ فقَطْ بَينَ المُشتَغِلينَ في التَّخَصُّصاتِ العِلمِيَّة، بَلْ بَينَ عامَّةِ النَّاسِ في مِساحاتِ الحَياةِ اليَومِيَّة كَذلِك. والحَقيقَةُ أنَّ مَوقِفَنا مِنَ التَّفكيرِ العِلميِّ يَحمِلُ تَناقُضًا صَرِيحًا؛ فبَينَما نُعظِّمُ أَعمالَ عُلماءِ الإِسلامِ الأَوائِل، نَرفُضُ العِلمَ وما أَحرَزَهُ مِن تَقدُّمٍ في عَصرِنا. لا يَنفِي ارِتباطُ العِلمِ بِالغَربِ تارِيخيًّا تعرُّضَهُ للمَخاطِرِ والتَّهدِيدات؛ إِذ تُوظِّفُ المُؤسَّساتُ الاقتِصادِيَّةُ المُعاصِرةُ العِلمَ في مَناحٍ استِغلالِيَّةٍ تُؤثِّرُ بالسَّلبِ على الحَياةِ الإِنْسانيَّة، كَما تُنتِجُ الكِياناتُ السِّياسِيَّةُ دَعاوَى قَوْميَّةً وأَيْديُولُوجِيَّةً تُقوِّضُ حَركةَ العِلمِ وحَيوِيَّتَه. ولَكِنْ يَبْقى الأَملُ في المُؤسَّساتِ الدَّولِيَّةِ التي تَهتَمُّ بالعِلْم، والمَعقُودِ عَلَيها تَوحِيدُ الجهْدِ البَشرِيِّ للارْتِقاءِ بالعِلمِ وتَحْقيقِ التقارُبِ بَينَ الأُمَم.

غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر.
أضف مراجعتك
أبلغني عند توفره للقراءة

نبذة عن الكاتب

فؤاد زكريا فؤاد زكريا

كاديميٌّ مِصريٌّ وعَلَمٌ من أعلام الفِكر العربي المُعاصِر، تَتلمَذَ على يد الفيلسوف الدكتور زكي نجيب محمود، فكان من أوائل مَن تلقَّى العِلمَ على يده.

وُلِد «فؤاد حسن زكريا» في مدينة بورسعيد في ديسمبر عامَ ١٩٢٧م. تلقَّى تعليمَه الثانوي في مدرسة فاروق الأول الثانوية بالعباسية بالقاهرة، وتخرَّجَ في قسم الفلسفة بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة الآن) عامَ ١٩٤٩م. عُيِّن مُعيدًا في كلية الآداب بجامعة عين شمس، وفي عام ١٩٥٢م نالَ درجةَ الماجستير عن رسالته «النزعة الطبيعية عند نيتشه» من جامعة عين شمس، وبعد أربع سنوات (عامَ ١٩٥٦م) حصل على درجة الدكتوراه عن رسالته «مشكلة الحقيقة» من نفس الجامعة.

عمِلَ أستاذًا ورئيسًا لقسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة عين شمس حتى عامِ ١٩٧٤م، انتقل بعدها إلى الكويت أستاذًا ورئيسًا لقسمِ الفلسفة بجامعة الكويت حتى عامِ ١٩٩١م، وذلك خَلَفًا لأستاذه الدكتور زكي نجيب محمود. وعمِلَ بالأمم المتحدة مستشارًا لشئون الثقافة والعلوم الإنسانية في اللجنة الوطنية لليونيسكو بالقاهرة، ومستشارًا لسلسلة «عالَم المعرفة» التي تَصدُر عن «المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب» الكويتي، والتي يُعَد من مؤسِّسيها. كما ترأَّسَ تحريرَ مجلتَي «الفكر المعاصر» و«تراث الإنسانية» في مصر.

نال جائزةَ الدولة التقديرية، وجائزةَ الدولة التشجيعية عامَ ١٩٦٢م عن كتابه «اسبينوزا»، وجائزةَ مؤسسة الكويت للتقدُّم العلمي عامَ ١٩٨٢م عن ترجمته لكتاب «حكمة الغرب» لِبرتراند رسل، وجائزةَ سلطان العويس عامَ ١٩٩١م، وجائزةَ الرابطة الفرنسية للتعليم والتربية.

له العديدُ من المُؤلَّفات منها: «التفكير العلمي»، و«آراء نقدية في مشكلات الفِكر والثقافة»، و«الجوانب الفِكرية في مُختلِف النُّظم الاجتماعية»، و«الصَّحْوة الإسلامية في ميزان العقل»، و«الثقافة العربية وأزمة الخليج». ومن بصماته في الترجمة: «المنطق وفلسفة العلوم» لِموي، و«الفلسفة الإنجليزية في مائة عام» لِمتس، و«نشأة الفلسفة العِلمية» لِريشنباخ، و«التساعية الرابعة في النفس» لِأفلوطين، و«حكمة الغرب» لِرسل. هذا بجانب ما ألَّفَه في علم الموسيقى الذي يُعَد من اهتماماته، من ذلك: كتاب «التعبير الموسيقي»، و«مع الموسيقى»، و«ريتشارد فاجنر».

تُوفِّي بالقاهرة يومَ الخميس ١١ مارس عامَ ٢٠١٠م، عن ثلاثة وثمانين عامًا.

كتب مشابهة

مراجعات العملاء

0.0/5

0.0 out of 5 stars

من 0 مراجعات

تقييمات ومراجعات

5 نجوم

0 %

4 نجوم

0 %

3 نجوم

0 %

2 نجوم

0 %

1 نجوم

0 %

قيِّم الكتاب

شاركنا رأيك وتقييمك للكتاب.

سجل دخولك لتتمكن من إضافة مراجعتك.

أحدث المراجعات

لا توجد مراجعات بعد. كن صاحب أول مراجعة واكتب مراجعتك الآن.

أضف اقتباسًا

Recent Quotes

لا توجد اقتباسات بعد. كن صاحب أول اقتباس وأضف اقتباسك الآن.

القرّاء

لا يوجد قراء بعد