الاستقرار السياسي والاجتماعي - ضرورته وضماناته

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

الاستقرار السياسي والاجتماعي - ضرورته وضماناته بقلم حسن موسى الصفار ... يمتاز الشرق الأوسط بثرائه الروحي، وعمق تاريخه الديني، فمن ربوعه انبثقت الأديان السماوية الكبرى: الإسلام والمسيحية، اليهودية. وهو يحتضن البقاع المقدسة التي يتجه إليها أتباع هذه الديانات من مختلف أنحاء العالم. وفي الشرق الأوسط ظهرت حضارات عظيمة، كالحضارات التي طورها الآشوريون والمصريون والعبرانيون والفرس، ثم جاءت الحضارة الإسلامية التي انصهرت فيها شعوب المنطقة من مختلف الأعراق والقوميات، وسادت العالم لقرون من الزمن. إلى جانب الثراء الروحي، والتراث الحضاري، فقد تفجرت في الشرق الأوسط ثروات النفط الهائلة، الذي يمثل شريان الحياة الاقتصادية، ووقود الحركة الصناعية في العالم الحديث. والنفط ليس هو الثروة الوحيدة لهذه المنطقة، بل تتوفر فيها مختلف الإمكانات المادية والبشرية، مع المواقع الجغرافية الإستراتيجية. لكن الشرق الأوسط لا يزال مصنفاً ضمن أكثر المناطق تخلفاً في جميع حقول التنمية الإنسانية والاقتصادية. ويكفي الإطلاع على التقارير التي أصدرها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عن التنمية الإنسانية العربية، للأعوام 2002، 2003، 2004م، لإدراك عمق التخلف الذي تعيشه شعوب هذه المنطقة من العالم، مع كل ما تمتلك من ثراء روحي وتراث حضاري وثروات مادية عظيمة. إن من أهم أسباب التخلف في منطقة الشرق الأوسط هو فقدانها للاستقرار السياسي والاجتماعي، حيث تعيش مجتمعاتها حالة مزمنة من الاضطرابات الداخلية، نتيجة لاختلال العلاقات بين أطرافها السياسية والاجتماعية. هذا الخلل في العلاقات السياسية والاجتماعية، أنتج شعوراً بالاستعلاء وممارسة للهيمنة عند بعض الأطراف، كما ولد إحساساً بالغبن واندفاعاً للمقاومة عند أطراف أخرى. هذه الأرضية أتاحت الفرصة لبروز القوى المتشددة وسط كل جهة، وفتحت الباب لتدخلات من خارج المجتمع يستعين بها هذا الطرف أو ذاك، وهكذا أصبحت المنطقة ساحة للصراعات والنزاعات الداخلية، ومسرحاً للأطماع والنفوذ الخارجي. وتنطبق هذه المعادلة المؤسفة على مختلف ميادين العلاقات في الشرق الأوسط، فيما بين حكومات المنطقة، وبين الأنظمة والشعوب، وبين القوميات المتنوعة، والاتجاهات الدينية والسياسية المتعددة في المجتمعات. فكيف يمكن معالجة الخلل المزمن في العلاقات القائمة بين أطراف المجتمعات الشرق أوسطية، على الصعيد السياسي والاجتماعي؟ ومتى تتجاوز هذه المنطقة حالات الاضطراب والنزاع والاحتراب الداخلي؟ وما هي خارطة الطريق الذي سلكته الأمم الأخرى لتحقيق سلمها الاجتماعي واستقرارها السياسي؟ هذه التساؤلات وأمثالها كانت الدافع لكتابة هذه السطور، والتي لا تشكل بحثاً مستوعباً لجوانب الموضوع، بمقدار ما تطرح أفكاراً وإثارات، تسلط الأضواء على مكامن الخلل في العلاقات القائمة بين أطراف المجتمع، وتعرض بعض الرؤى والمقترحات لاستشراف أفق جديد نقترب فيه من تحقيق أمل الاستقرار المنشود.

غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر.
أضف مراجعتك
أبلغني عند توفره للقراءة

نبذة عن الكاتب

حسن موسى الصفار حسن موسى الصفار

ولد عام 1958 في مدينة القطيف في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، درس العلوم الدينية في النجف بالعراق ثم في مدينة قم الإيرانية، ثم في الكويت. له العديد من الكتب والمؤلفات، ترجم بعضها إلى لغات مختلفة.

أعمال أخرى للكاتب

كتب مشابهة

مراجعات العملاء

0.0/5

0.0 out of 5 stars

من 0 مراجعات

تقييمات ومراجعات

5 نجوم

0 %

4 نجوم

0 %

3 نجوم

0 %

2 نجوم

0 %

1 نجوم

0 %

قيِّم الكتاب

شاركنا رأيك وتقييمك للكتاب.

سجل دخولك لتتمكن من إضافة مراجعتك.

أحدث المراجعات

لا توجد مراجعات بعد. كن صاحب أول مراجعة واكتب مراجعتك الآن.

أضف اقتباسًا

Recent Quotes

لا توجد اقتباسات بعد. كن صاحب أول اقتباس وأضف اقتباسك الآن.

القرّاء

لا يوجد قراء بعد