أطياف ماركس

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

أطياف ماركس بقلم جاك دريدا ... الكتابة اختبار، وإنها بوصفها كذلك، لتستطيع إعادة إنتاج نفسها وغيرها إلى ما لانهاية، وإنها إذ تفعل هذا تبتغي أن تقول ما لم يُفكر فيه، وأن تنتج ما يستحيل أن يقبض عليه غيرها. ولقد مارس «كارل ماركس» الكتابة ليجد نفسه فيها فكراً لما يقول، فاستولت عليه وصارت هي فكر ما يقول. وكان أن أحدث لمّا مارسها انقلاباً في علاقته مع العالم، فأخذ يراه لا من خلال ما يُخبر به العالم عن نفسه ولكن من خلال ما تصنع الكتابة فيه،. وإننا إذ نقرأ فقرة من كتاب «رأس المال» لنلمس هذا تحديداً. فالكتابة تستدعي ما لم يقل وما لم يفكر فيه لكي تتخذ من نفسها دلالة مضمونها شاهداً وحيداً لا يشاطرها في ذلك شيء غيرها. إن ماركس يقول: «إن التأمّل العلمي في أشكال الحياة البشرية وبالتالي التحليل العلمي لهذه الأشكال يختاران بصورة عامة طريقاً يناقض تطورها الفعلي. وإن قولاً كهذا لا يُعدّ فكرة إلا بمقدار ما تنتجه الكتابة وتصادق عليه حتى لكأن ماركس لم يقل كشفه هذا هو بالذات ولكنه قال الكتابة بوصفها اختباراً قالت هي فيه ذلك. وإن ماركس ليقول أيضاً: «إن كل صوفية عالم البضاعة وكل الغرابات والأشباح التي تضبب منتجات العمل في ظل سيادة الإنتاج البضعي، كل ذلك يزول في الحال ما أن تنتقل إلى أشكال أخرى للإنتاج»، وإن قولاً كهذا ليستدعي المستحيل لا لشيء إلا لأن الكتابة صنعت إنتاج الفكر وجعلته له ميسراً فلا صوفية عالم البضائع في الواقع قائمة عياناً، ولا الأشباح التي تضبب منتجات العمل ظاهرة ومرئية. وإن الكتابة هي التي حيّزت كل ذلك وقبضت عليه وجعلته مرئياً، ولذا كانت كتابة ماركس على وجه العموم هي المكان التي تتكثف فيه اللامرئيات من المخلوقات فتتصلب، فتتماسك، وتصبح مرئية. وهي لأنها كانت على ذلك قادرة، فقد استجرت «الشبح» من غيبوبة العدم وجاءت بالطيف من وراء حجاب اللارؤية إلى مساحة المشاهدة وحضور المعاينة، وحققت لهذا المستحيل وجوداً يتجاوز العشور به إلى الملموس والمحسوس أدخلته في المتصور وفي ثقافة التعامل مع الأشياء. وبهذا المعنى يمكن القول: لقد صيرت الكتابة ماركس ظاهرة نصيّة، فانداح في عالم الفلسفة حاملاً جنازة الصوت ومرتدياً سواد الحرف.

غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر.
أضف مراجعتك
أبلغني عند توفره للقراءة

نبذة عن الكاتب

جاك دريدا جاك دريدا

فيلسوف فرنسي من مواليد الجزائر، صاحب نظرية التفكيك. ولد جاك دريدا في 15 تموز 1930 في حي البيار بمدينة الجزائر، في منزل عطلات. في عام 1934 غادرت الاسرة شارع سان اوغستين لمدينة دكاش. شراء الفيلا بفضل قرض يتم اعادتها الا عشية مغادرة فرنسا في تموز / يوليو 1962، في لحظة استقلال الجزائر.

أعمال أخرى للكاتب

كتب مشابهة

مراجعات العملاء

0.0/5

0.0 out of 5 stars

من 0 مراجعات

تقييمات ومراجعات

5 نجوم

0 %

4 نجوم

0 %

3 نجوم

0 %

2 نجوم

0 %

1 نجوم

0 %

قيِّم الكتاب

شاركنا رأيك وتقييمك للكتاب.

سجل دخولك لتتمكن من إضافة مراجعتك.

أحدث المراجعات

لا توجد مراجعات بعد. كن صاحب أول مراجعة واكتب مراجعتك الآن.

أضف اقتباسًا

Recent Quotes

لا توجد اقتباسات بعد. كن صاحب أول اقتباس وأضف اقتباسك الآن.

القرّاء

لا يوجد قراء بعد