أسلحة الخداع الشامل - استخدام الدعاية في حرب بوش على العراق

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

أسلحة الخداع الشامل - استخدام الدعاية في حرب بوش على العراق بقلم شيلدون رامبتون ... في الشهور التي سبقت الغزو الأميركي للعراق، توقع المعلقون السياسيون بأن الشعب العراقي سيرحب بالجنود الأميركيين كمحررين، وبدا مشهد إسقاط وتحطيم تمثال صدام حسين وكأنه البرهان على أنهم كانوا على حق. وسارع المعلقون الإعلاميون بعد وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد، إلى تعليق مزيد من الأهمية الرمزية على سقوط التمثال، وصنفه البعض، من حيث الأهمية، إلى جانب سقوط جدار برلين والمواجهة بين المحتجين والدبابات في ساحة تيانامين والأحداث العظيمة الأخرى التي تمّ بثها تلفزيونياً. توم بروكار، مراسل أن بي سي قارن الحدث مع "إنزال جميع تماثيل لينين عبر الاتحاد السوفياتي" "العراقيون يحتفلون بذلك في بغداد" قالت صحيفة الواشنطن بوست، إلى غير ما هنالك من التعليقات التي ضجّ بها الإعلام الأميركي. إلا أن هذا الكتاب يوجه النظر إلى مسائل على قدر كبير من الأهمية، تلك المسائل تقع في دائرة الإعلام الأميركي وتأثيراته وحقيقته، حيث يقول المؤلف ونقلاً عن صحيفة البوسطن غلوب، بأنه كانت هناك أيضاً إسقاطات ذاتية وتفسير متعمد للمعنى المقصود من الصور الملتقطة عند إسقاط تمثال صدام حسين. فهناك شيء لا يدركه المتفرج، ولكن الحقيقة وعندما تراجعت آلات التصوير إلى الخلف، كشفت وجود حشد صغير نسبياً حول التمثال. وهذا ما كتبه مراسلا البوسطن غلوب ماثيو جلبرت وسوزان رايان. فقد أظهرت صورة عن بعد التقطتها وكالة رويتر لساحة الفردوس أن الساحة كانت خالية تقريباً، ومحاطة بالدبابات وجنود المارينز الذين تقدموا لإغلاق الساحة قبل السماح للعراقيين بولوجها. كما أن سلسلة من الصور التقطتها محطة بي بي سي لعملية إسقاط التمثال تظهر أيضاً حشداً متناثراً يتكوّن من 200 شخص تقريباً، وهو حشد أصغر بكثير من المظاهرات التي انطلقت بعد تسعة أيام فقط، عندما خرج آلاف العراقيين إلى شوارع بغداد مطالبين القوات الأميركية بمغادرة المدينة. ويتابع المؤلف قائلاً بأن الصور البصرية، بالطبع، هي أكثر ما سيتذكّره الناس، وبخاصة الأميركيين، بما في ذلك الـ 300 ألف جندي الذين خاطروا بحياتهم بإخلاص وصدق، واعتقدوا بأن "عملية تحرير العراق" كانت قضية نبيلة وأنهم كانوا يساعدون على جعل العالم مكاناً أفضل وأكثر أماناً لهم ولمن يحبون. لكن الأمر يستدعي طرح السؤال فيما إذا كان إسقاط تمثال صدام قد حدث بشكل تلقائي كما أُريد له أن يبدو. ويجيب المؤلف على هذا التساؤل بالقول بأنه إذا بدا هذا المشهد وكأنه أشبه بصورة مثالية متقنة الصنع، فربما السبب الذي بالإمكان استشفافه من خلال الملاحظات التي أبداها مستشار العلاقات العامة جون دبليو ريندون، الذي عمل على نطاق واسع على المشاريع ذات العلاقة بالعراق أثناء العقد الماضي نيابة عن زبائن من ضمنهم وزارة الدفاع الأميركية ووكالة المخابرات المركزية، في 29 فبراير/شباط 1996 أمام جمهور الطلبة العسكريين في أكاديمية القوات الجوية الأميركية: "أنا لست متخصصاً استراتيجياً في الأمن القومي أو خبير تكتيك عسكري.. أنا سياسي وشخص يستعمل الاتصال والعلاقات العامة لتحقيق السياسة العامة أو أهداف السياسة الخارجية. في الحقيقة أنا محارب معلوماتي ومدير فهم وإدراك". ويتابع المؤلف قائلاً بأن وصف ريندون لنفسه كـ "مدير فهم وإدراك" يعكس لغة مخططي وزارة الدفاع الأميركية، التي تعرّف "إدارة الفهم والإدراك" باعتبارها "أعمالاً تهدف لإيصال و(أو) إنكار معلومات ومؤشرات مختارة إلى المشاهدين الأجانب للتأثير على عواطفهم، دوافعهم، وموضوعية تفكيرهم.. وبطرق مختلفة، تدمج إدارة الفهم والإدراك بين تحريف الحقيقة، أمن العمليات، السرية، والتضليل والعمليات النفسية. فالتناقض في الحرب الأميركية على العراق أظهر أن إدارة الفهم والإدراك كانت ناجحة أكثر بكثير في "التأثير" على "العواطف الدوافع، والتفكير الموضوعي" للشعب الأميركي بدلاً من نجاحها في الوصول إلى المشاهدين الأجانب. وهنا يوضح المؤلف بأن تلك الصور التي يبثها الإعلام الأميركي مثلاً حول العراقيين الذين يهتفون فرحاً أثناء قيام جنود المارينز بإسقاط تمثال صدام حسين يجب أن يفهم بأن هذه الصور تستهدف المشاهدين الأميركيين بنفس المقدار، إن لم يكن أكثر من استهداف مواطني العراق. فأثناء "عملية تحرير العراق" تغلبت القوة العسكرية الأميركية على الجيش العراقي بسهولة، لكن في المعركة الحاسمة للسيطرة على القلوب والعقول في أنحاء العالم، خسرت أميركا خسارة فادحة. فأين يقف الإعلام الأميركي من الحقيقة؟!! الحقيقة ضائعة، بالطبع، خصوصاً إثر حرب مبهمة الأهداف والخلفيات إلى حد ما، والتطورات التي شهدتها تلك الحرب، وتشهدها في كل يوم، لا تشير بالضرورة إلى أن نذر الكارثة تلوح في الأفق؛ حيث تحاول الولايات المتحدة التغلّب على التوتر الناجم عن احتلال العراق عسكرياً والتصرف كمحرر لذلك البلد. ويضيف المؤلف بأنه وعلى أية حال فإن تلك المؤشرات إنما تشير إلى أن الحالة معقدة أكثر بكثير مما توحي به صور النصر التي بدت ملهمة على شاشات التلفزيون الأميركي. لذلك من المهم التساؤل ما الذي يكمن وراء تلك الصور، كيف يتم تكوينها، وما الذي قد تخفيه. من أجل ذلك كله يأتي كتاب "أسلحة الخداع الشامل" الذي يكشف مؤلفاه من خلاله عن السلاح الإعلامي الأميركي المدمّر التي تستعمله أميركا لاكتساب التأييد في حروبها في هذا العصر، لتظهر في نظر الأميركيين بخاصة، والعالم بعامة بمظهر المخلص الأمين للدول المستضعفة في هذا العالم.

غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر.
أضف مراجعتك
أبلغني عند توفره للقراءة

نبذة عن الكاتب

كتب مشابهة

مراجعات العملاء

0.0/5

0.0 out of 5 stars

من 0 مراجعات

تقييمات ومراجعات

5 نجوم

0 %

4 نجوم

0 %

3 نجوم

0 %

2 نجوم

0 %

1 نجوم

0 %

قيِّم الكتاب

شاركنا رأيك وتقييمك للكتاب.

سجل دخولك لتتمكن من إضافة مراجعتك.

أحدث المراجعات

لا توجد مراجعات بعد. كن صاحب أول مراجعة واكتب مراجعتك الآن.

أضف اقتباسًا

Recent Quotes

لا توجد اقتباسات بعد. كن صاحب أول اقتباس وأضف اقتباسك الآن.

القرّاء

لا يوجد قراء بعد