الصاحب كمال الدين ابن العديم عمر بن أحمد بن أبي جرادة

الصاحب كمال الدين ابن العديم عمر بن أحمد بن أبي جرادة

ابن العديم عمر بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة (588 ـ 660هـ/1192ـ 1262م) من أشهر مؤرخي القرن السابع الهجري وأدبائه المميزين، جمع شتى أنواع المعرفة، وكان مؤرخاً فذاً فقيهاً ومحدثاً وشاعراً وسفيراً. ولد في مدينة حلب في بيت عريق ألمّ أفراده بعناصر الثقافة فكان منهم الأدباء والشعراء والفقهاء والقضاة والعبّاد والزهاد. قال فيهم ياقوت الحموي: «وبيت أبي جرادة بيت مشهور من أهل حلب … يتوارثون الفضل كابراً عن كابر وتالياً عن غابر». أما سبب تسمية العديم فذكره ياقوت في معرض حديثه من ابن العديم إذ قال: «سألته لم سميتم ببني العديم؟ فقال: … هو اسم محدث … لم يكن آبائي القدماء يعرفون بهذا». تلقى ابن العديم علومه الأولى على يد كبار شيوخ حلب ـ وكانت آنذاك غاصة بالعلماء والمدارس والمكتبات ـ وكان من أشهرهم، عبد المطلب الهاشمي، عمر ابن طبرزد، بهاء الدين يوسف بن رافع ابن شداد قاضي حلب، ثم رحل به والده في طلب العلم إلى القدس مرتين وكان عمره خمسة عشر عاماً، وزار دمشق أكثر من مرة وسمع بها عن كبار شيوخها مثل: أبي اليمن زيد بن الحسن الكندي والقاضي ابن الحرستاني والحسين بن صصري، كما رحل بمفرده أيضاً إلى العراق والحجاز طالباً العلم. عين ابن العديم في مدرسة شاذنجت إحدى أكبر مدارس حلب وأشهرها وكان عمره آنذاك تسعاً وعشرين سنة، ودخل بلاط المملكة الأيوبية في حلب وظل نجمه يصعد في سماء السياسة إلى أن نال درجة الوزارة فيها، وأرسله ملوك حلب سفيراً إلى ملوك الدول المجاورة في بلاد الشام والجزيرة وآسيا الصغرى وإلى خلفاء بغداد وسلاطين القاهرة في أمور ومهام سياسية وغيرها، وكانت له علاقات وطيدة مع شخصيات عصره ومن أشهرها، الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين، الملك الناصر يوسف بن محمد العزيز بن الملك الظاهر غازي، المؤرخ الأديب ياقوت الحموي، الشيخ عبد الله اليونيني، المؤرخ والأديب الأندلسي ابن سيد المقري علي بن موسى، الوزير والمؤرخ علي بن يوسف القفطي، القاضي ابن شداد يوسف بن رافع والحافظ عبد المؤمن بن خلف الدمياطي وغيرهم. استمر ابن العديم مشاركاً في الحياة السياسية والعلمية لمدينة حلب إلى أن اضطر إلى مغادرتها وأسرته إلى دمشق عند تعرضها لجيوش هولاكو، وحينما توجهت جيوش المغول إلى دمشق ذهب إلى القاهرة حيث لقي حفاوة بالغة وظل فيها إلى ما بعد معركة عين جالوت، ولمَّا علم أن المغول جلوا عن الشام عاد إلى حلب فرآها خراباً لايمكن سكناها، فعاد أدراجه كسير القلب إلى القاهرة، ولم يمض على عودته عام حتى توفي فيها

لم يتم العثور على نتائج للبحث

Recent Quotes

لا توجد اقتباسات بعد.

لم يتم العثور على نتائج للبحث