مازن عرفة

وصايا الغبار

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

وصايا الغبار بقلم مازن عرفة ... فإلينا إذاً إلى ما تبوح به هذه الرواية التي ستعتبر فيما بعد رواية تنبّؤية، كُتبت قبل الثورة السورية بشهور قليلة، صوّرت الواقع السوري بكل تجلياته وخباياه في آخر خمس عقود إلى يومنا هذا. شاب مهووس بالعيون العسلية والحكايات الجميلة، ابن بلدة مُفعمة بالقصص الرومانسية والحكايا الخرافية التليدة، يهاجر إلى «سلومانيا»؛ قاصداً الدراسة، ويترك خلفه بلدته الفقيرة وصديقاته الجميلات ووالده القاسي الحنون، ثم بعد عدة سنوات يعود مُدجّجاً بشهادة علمية مرموقة، وبحنين إلى بلده وإلى العيون العسلية التي لطالما راودته في مهجره، بعد أن ضاق ذرعاً بالعيون الرمادية في الغربة، لكن هذا الشاب الذي يتوظف في مكتب محترم تعنى بشؤون الثقافة والأدب يصطدم بواقع مليء برائحة الغباء والخبث المخابراتي وعفونة عقلية قادمة من بلاد الصحراء، وغير ذلك من تغيرات في عقلية البلد وأناسها، فالصبايا الجميلات اللواتي كنّ يحلمنَ بحياة ناضحة بالحياة ويطرنَ كالفراشات في أزقة البلدة وحقولها، غدونَ أسيرات الواقع المتخلف الذي ترسّخ بفعل قدوم غبار الصحراء (عقلية الصحراويين الرجعيين الراديكاليين)، فاللواتي كنّ يحلمنَ بالدكتوراة والمحاماة والإعلام أصبحن الآن إما يرعين دواب وأغنام زوجهن المتزمت، أو آلات للتوليد. تشهد الرواية اختلاجات ومونولوجات كثيفة تعتري مُخيّلة بطل الرواية، الذي يسبح في عوالمه الداخلية، يستحضر ذكرياته ويبدأ بروي حكايات بلدته والقصص التي تحدث معه بعد عودته. نلاحظ في الرواية كثيراً سقوط المطر كلما اختلى البطل أو الراوي بنفسه، فيرافق المطر الصبية الخيالية «ورد» القادمة من أعماق حنينه، بما تشمل من ذكريات وحكايا وصبايا تركهنّ خلفه. يسرد «مازن عرفة» بلغة رشيقة سلسة حكايات وأحداث يشرح من خلالها الأسباب التي أسّست العقلية الجمعية لدى شعوبنا، العقلية التي كلّما تتخلّص من قيد تُغلّل بقيد آخر، بداية بقصص الخرافة وقصص الدين والأساطير التي استحوذت على الوعي، وغدت قدسيات يتقيّد بها، واستغلال فقهاء الظلام والخبثاء جهل الناس لتسيرهم وفق مآربهم. ومن الحكايات التي تستحوذ على متن الرواية، قصة المذرة التي خلبت قلوب الناس هلعاً إلى أن يقضى عليها، و«خدوج البكر» التي ينسبون صراعها النفسي إلى تلبس الجني لجسدها، وكذبات «أبي حسين » و «أبي خالد»، التي وإن كانت معروفة بعدم مصداقيتها، إلا أنّ لفراغ الناس وعطلهم أصبحت حكايات الناس وأمثلتها.

غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر.
أضف مراجعتك
أبلغني عند توفره للقراءة

نبذة عن الكاتب

مازن عرفة مازن عرفة

كاتب وباحث سوريّ (مواليد العام 1955) مقيم في ألمانيا. حائز إجازة في الآداب، قسم اللغة الفرنسيّة من جامعة دمشق، ودكتوراه في العلوم الإنسانيّة، قسم المكتبات، من جامعة ماري كوري (لوبلين، بولندا). بالإضافة إلى روايته «وصايا الغبار» (2011)، صدرت له «الغرانيق» (2017) عن دار نوفل، كما له مجموعة من المؤلَّفات من ضمنها: «سحر الكتاب وفتنة الصورة» و«تراجيديا الثقافة العربيّة».

أعمال أخرى للكاتب

كتب مشابهة

مراجعات العملاء

0.0/5

0.0 out of 5 stars

من 0 مراجعات

تقييمات ومراجعات

5 نجوم

0 %

4 نجوم

0 %

3 نجوم

0 %

2 نجوم

0 %

1 نجوم

0 %

قيِّم الكتاب

شاركنا رأيك وتقييمك للكتاب.

سجل دخولك لتتمكن من إضافة مراجعتك.

أحدث المراجعات

لا توجد مراجعات بعد. كن صاحب أول مراجعة واكتب مراجعتك الآن.

أضف اقتباسًا

Recent Quotes

لا توجد اقتباسات بعد. كن صاحب أول اقتباس وأضف اقتباسك الآن.

القرّاء

لا يوجد قراء بعد