واحدان

واحدان بقلم هدى العطاس ... هدى العطاس كاتبة متحدية وأديبة متمردة، صاحبة رؤية قصصية سوسيولوجية تكتب عن ‏أبطالها بطريقة حقيقية، بطريقة واقعية، بآراء وأفكار وأحلام ولغة الأفراد نفسهم؛ لذلك لا ‏يمكن قراءة «واحدان» مجموعة الكاتبة القصصية هذه إلا من منظور التداخل والتعدد ‏والاختلاف، وانطلاقاً من منعطف حضورها في ذاكرة قارئ محتمل، سيقرأ القصص باعتبارها ‏ذاكرة للجسد، ذاكرة للشغف، ذاكرة للفحولة، ذاكرة للأنوثة، ذاكرة للبوح، وربما يقرأها ذاكرة ‏للخروج من مأزق الحياة برمتها. فالتفاعل الذي ينشأ بين وعي القارئ، وموضوع القص، ‏هو الذي يؤدي إلى انبثاق المعنى الذي لا بدّ أنّه يختلف من قارئ لآخر. أما بالنسبة ‏للكاتبة، فالقص هو بمثابة تمثيل عالم وإقامة علاقة ذات طابع رؤيوي مع الذات والآخر ‏على حد سواء، ويمتد ليشكل نوعاً من هذيان الذات في جدلها مع الذاكرة؛ ساكبةً فيها وهج ‏شاعريتها وحصيلة خبراتها الوجودية ونمنماتها اللغوية والأسلوبية المتنوعة التي لا حدَّ ‏لغوايتها.‏‎‎في «واحدان» وفيما بين السطور تقترح الكاتبة نسقاً فريداً من تداخل القصص، ضمن ‏إطار عامّ يمنح الأنثى حق الإمساك بزمام الكلام والتعبير عن كينونتها كأنثى، فبروز ‏الذات الأنثوية هي أهم ما يميز نص هدى العطاس فهي ترهف سمعنا لحديث المرأة عن ‏ذاتها؛ وخاصة عندما تأخذ دورها في البوح وكأنها تريد أن يستيقظ العالم كله بكائناته ‏ليستمع إليها بالرغم من تابوهات المجتمع الرافض أن تعيش المرأة عاطفتها وجنسانيتها؛ ‏وربما أرادت بذلك الكاتبة ترويض الوعي الذكوري المهيمن، بحيث يبدو هذا النسق المتخيل ‏للقص معادلاً لفعل الوجود في رمزه الأنثوي والشرقي تحديداً.‏‎‎من أجواء القصص نقرأ نصاً بعنوان "ضفاف":‏‎‎‏"امرأة تمشط حزنها، تجدله فوق ضفاف العيد، حين انداحت مياه الذكريات مداً فوق ‏شطوطها. وحيدة قرفصت أمام نفسها تنبش صور الرؤى، هكذا كانت تقتبل عقاربها، وبين ‏الحين والآخر ترنو إلى الجدار هازئة من عقارب الوقت التي تتهاوى".‏‎‎يضم الكتاب قصصاً قصيرة مع إضافات جديدة بكل تنويعاتها من "قصة طويلة" و"قصة ‏قصيرة" و"قصة قصيرة جداً"، و"الومضة" وبمختلف أساليبها من "أسلوب القصة القصيدة" ‏و"أسلوب القصة البرقية" و"أسلوب القصة المسرحية". نذكر من العناوين: "قطع قديم في ‏معركة بأدوار"، "واحدان"، "العربة أمام جدرانها"، "دودة النافذة الوحيدة"، "وابل دم"، "أنين"، ‏‏"عجز"، (...) وقصص أخرى.‏