فزاعة
فزاعة بقلم كاترين يحيى ... من العنونة «فزّاعة» حتى القصة الأخيرة هناك نمط حديث في القص العربي، يبدو جلياً في كتابات كاترين يحيى، فيه مجازات ومستويات للقول وللرؤية، تفرض قراءات وتأويلات وإحالات، تدفعنا للملمة أبعادها القريبة والقصية، فالكاتبة تبدو هنا على وعي صحيح بغاية الفن القصصي الأخيرة، حيث يجتذبنا اقتصاد لغة قص تتسم بالجمع بين، ما قلَ ودل، أو؛ السهل الممتنع. ما يعني بالنهاية كتابة سلسة مطواعة، يمكن إيصالها إلى متلقي لا يلفت نظره سوى التميّز.في القصة المعنونة "دول" نقرأ:"كندا... أوروبا الشرقية... جزء من العالم العربي... بعض دول آسيا... ضفدع صغير ونقار الخشب... عدة عصافير وفيل، اعترضوا طريقها ذات مساء، وتعتقد أنهم كانوا أكثر لولا أن صوتاً ثملاً شتت انتباهها عندما صاح: يا للشباب! يتأملون ظل شجرة في طقس بارد كهذا! أنتم مرضى! اذهبوا إلى بيوتكم!أكملت سيرها تاركة وراءها الجميع بمن فيهم الرجل الثمل الذي ربما لن يعرف أنها ليست شابة وأنه لا مأوى لديها سوى الظلال".تضم المجموعة قصصاً قصيرة وقصيرة جداً، نذكر من العناوين: "فسحة من الوقت"، "نافورة"، "أحادية"، "إن لم يكن هناك حلم"، "فزّاعة"، "أريكة"، "ريّان"، "لست بميت"، "شاهد"، "ثلاثة في واحد"، "أجرة"، "تشرد"، "لحظة التنوير"، "ربما لا"، "موازا"، "معتقل"، (...) وقصص أخرى.