شامة على رقبة الطائر
شامة على رقبة الطائر بقلم فجر يعقوب ... مني شيء واحد فقط، يا جدتي سيناميس، وأرجو ألا تخبري سهى دجه براييل به. لن يجدوا رأسي بعد أن يفصلوه عن جسدي في الطقوس الزرقاء التي يقيمونها الآن بين البوابتين. مَن يمسك بالخط الأزرق؛ ليترك العلامة المسجلة. الباركود الأكثر إثارة للجدل في العالم. أعرف أن وصف العملية في كتاب مع شروحات بالصور قد يشبع رغبات وغرائز دنيئة عند الكثيرين ممن يتلطّون في العتمة دون أن تظهر المفاتيح بأيديهم حين لا يريدون لها أن تظهر. لكنْ؛ لا يجب أن يكون هناك أثر. إن كان رأسي سيفلت من جسمي، ويضيع في نهر الموت مع كلاب الجحيم، فالأفضل ألا يكون هناك أثر مكتوب. لا يجب أن نعرف شيئاً عن سكاكين نوزت خان ومصنع وزير آباد وأفلام العنف التي نغرق فيها، ونحن نأكل البوب كورن مع مَن نحبّ. أقول لك - يا جدتي - إنني أخاف من العتمة. إنها تلغي الفارق بين الخط الأزرق والجسم المنتهك بدناءة حين تستولي إضاءة الغرائز على البوابتين اللتين تُمنحان لنا حين نجيء إلى هذه الدنيا، وحين نغادرها. أقل من طرفة وأوسع من جفن منسدل هي الحياة التي تنغرز بين أقدامنا. أقول لك شيئاً عن سهى دجه براييل. ليست القبّة الزجاجية إلا قصراً منيفاً، يليق بها حين أعود مرة أخرى من العالم الآخر، ويدي تتحسّس موسيقا مختلفة بين البوابتين الواسعتين يمكن الإحساس بها عن طريق مكوّنات شعورية، لم يفكر بها الإنسان من قبل. لم يرتق حتى يمكنه الوصول إليها. أقول لك، وأنا أمضي إلى حتفي طائعاً إن ضحكة سهى دجه براييل هي الموسيقا الجديدة لهذا العالم.