راضى

راضى بقلم محمد عادل ... هل تخيلت يومًا أن تكون الوحيد الذي تبقى بمكان كان معك فيه عائلتك وأصدقاؤك وأبناؤك وأحفادك، ثم تركوك ورحلوا من حولك، وأن تتغير ملامح المكان تمامًا فتشعر أنك غريب في مكانك الذي لم يعد كما كان، بل تطرأ أحداث وتمضي أعوام وتتبدل أحوال، وأنت لا زلت هنا في مكانك، ثم يأتي عليك آخرون وآخرون لم تعرفهم ولم يعرفوك ليزاحموك المكان، بينما أنت الوحيد الأقدم هنا، ولكن لا دليل على أنك الأقدم هنا، سوى نتوءات الوجه التي حفرتها آلام الأيام وقسوتها، فتقسم إنك كنت تحيا هنا حينًا من الدهر، وأن طفولتك وشبابك وشيخوختك هنا، فيسخرون منك أو يجارونك فيما تقوله رأفة لشيخوختك! هل جربت هذا الشعور حقًّا؟ لا أظن ذلك