حكمة الكذب
حكمة الكذب بقلم صولخان سابا أوربيلياني ... كان لملك خادم مشؤوم، لا تخرج من فمه قط كلمة طيبة عندما رآه الملك من بعيد قال لوزيره: "ها قد جائت الحنجرة العفنة، لا تسله عن شئ لأنه سينطق بالشؤم، سله فقط عن أخبار كلبي". تقدم الخادم وقبل الأرض تحت قدمي الملك فسأله الوزير: "يا مكرب الناس، ما هي أخبار كلب الملك؟" أجابه الرجل: "لقد مات". فسأله الوزير: "بأي سبب؟" قال الرجل: "نفق جمل الملك الأبيض وأكل من لحمه فمات". قال الوزير: "ولكن كيف نفق الجمل؟" قال الرجل: "ماتت أم الملك فحملوها عليه إلى المقبرة فنفق". فتقطع قلب الملك، وسأل: "لكن ما الذي جرى لها؟ بأي مرض ماتت؟" أجاب الخادم ودموعه تفيض بغزارة: "فارقت الملكة الدنيا فقتلها الحزن عليها". فصاح الملك وهو ينتف لحيته: "ولكن كيف ماتت امرأتي؟" قال الخادم: "لقد حصد الجدري أبناءك وبناتك فلم تحتمل الصدمة وماتت". وسأل الملك وهو يضرب رأسه: "هذا يعني أنه لم يبق أثر للقصر" أجاب الرجل: "عندما كنت هناك كانوا يبذرون الحب في قصرك، أما بعد ذلك فلا أعلم". وقد تبين بعد ذلك أن كل ما قاله الخادم المشؤوم كذب اختلقه ليكرب الناس.