ثورة الجمهرات

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

ثورة الجمهرات بقلم خوسيه أورتيغا إي غاسيت ... لعل في مقدورنا هنا أن ننطلق في الكلام عن هذا الكتاب المتفجر من مقطع صغير يورده أورتيغا إي جاسيت ، حيث يخبرنا أن "الأنماط الفاشية والنقابية قد تميزت عند مستهل ظهورها بذلك النمط من البشر الذين لا يهتمون بأن يقولوا ما هو معقول وتسنده المحاجات، أو حتى بأن يكونوا على حق ، بل يهتمون فقط بأن يفرضوا آراءهم فرضاً. وكان ذلك هو الجديد في أمرهم: حقهم في ألا يكونوا على حق، حقهم في ألا يكون كلامهم منطقياً (منطق اللامنطق)". ويقيناً ،إن أهمية هذا الكلام الذي يعول عليه الكاتب كثيراً، تتأتى من العنوان الذي جعله للفصل، "لماذا تتدخل الجماهير في كل شيء ولماذا تراها تتدخل على الدوام بشكل عنيف؟". ومن الواضح هنا أن هذه العبارات تكاد تقول كل شيء سواء قرأناها كتساؤل أو كتأكيد من قبل الكاتب. ولنعد هنا بعض الشيء للوراء قبل أن نستأنف التوقف عند هذه الفكرة. ففي كتاب سابق له هو "إسبانيا المهتزة" كان أورتيغا إي غاسيه أوضح أن المشكلة الأساسية في وضعية بلده الإسباني هذا إنما تكمن في افتقاره إلى أرستقراطجية كبيرة تكون على وعي برسالتها التاريخية، وها هو هنا بالتالي يطبق نفس هذه النظرة على أوروبا المعاصرة (أوروبا الربع الثاني من القرن العشرين) حيث بدأ يظهر في تلك المجتمعات الأكثر تسيساً في العالم، وتبدو مستوعبة إلى أقصى حد لفضائل النزعة الليبرالية وأقصى درجات التسامح ، نمط جديد كل الجدة من البشر "الرجل – الجمهور". وهو رجل يقول عنه الكاتب إنه يتمتع بالأمان المخادع الذي يضمنه له الإرث ، ويستغل مزايا ثقافة لم تكن له يد في إبداعها بل لا يمكنه حتى تفهمها. ولا يريد أن يفهم سوى أن له حقوقاً دون أن تكون عليه في مقابلها أي واجبات. إن هذا "الرجل – الجمهور" لا يمكنه أن يفهم على الإطلاق أن الحفاظ على ما حبته إياه الأجيال السابقة عليه وأن ضروب الجمال المنتشرة في الكون إنما تتطلب جهوداً جبارة ومتواصلة ، كل ما يفهمه هو أن يترك نفسه يحيا على سجيته.

غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر.
أضف مراجعتك
أبلغني عند توفره للقراءة

نبذة عن الكاتب

خوسيه أورتيغا إي غاسيت خوسيه أورتيغا إي غاسيت

هو فيلسوف وكاتب مقالات إسباني ليبرالي, عمل خلال النصف الأول من القرن العشرين أثناء تأرجح إسبانيا بين الحكم الملكي والجمهوري والدكتاتوري. كان مع فريدرك نيتشه من دعاة فكرة المنظورية perspectivism الذي كان امناويل كانط رائدها في الفكر الأوروبي.
للفلسفة وظيفة هامة حسب أورتيغا غاسيت تتمثل بفرض حصارٍ على المعتقدات السابقة لتعزيز أفكار جديدة لتوضيح الحقيقة. ولتحقيق مهمة كهذه, يجب على الفيلسوف, كما أشار هوسيرل, أن يترك وراءه كل المتحيزات والمعتقدات السابقة والبحث عن الحقيقة المهمة للكون. و أشار غاسيت أنه يحب أن تتغلب الفلسفة على قيود كلٍ من المثالية (التي تقضي بأن الحقيقة يتمحور حول الأنا) وواقعية القرون الوسطى القديمة (التي تقضي بأن الحقيقة تقع خارج الكائنات) ومن أجل التركيز على الحقيقة الصادقة (“حياتي”- حياة كل شخص). و أضاف أنه لا وجدود لي أنا بدون أشياء, والأشياء بدوني لاشيء. “أنا” الإنسان لا يمكن أن أنفصل عن “الظروف” (العالم). وقد قاد هذا أورتيغا غاسيت لإطلاق قوله الشهير ” أنا هو أنا بالإضافة إلى ظروفي". أن العبارة الديكارتية “أنا أفكر إذن أنا موجود” غير كافية لتفسير حقيقة الواقع حسب أورتيغا غاسيت وكذلك حسب هورسل. ولذلك يضع الفيلسوف الإسباني نظاماً يكن فيه الواقع الأساسي أو “الجذري- الراديكالي” هو “حياتي” (the first yo) والذي يتكون من “أنا” (the second yo) , و”ظروفي” (mi circunstancia). ولأن هذه الظروف قمعية فهناك تفاعل جدلي مستمر بين الفرد والظروف المحيطة به ونتيجة لذلك; فالحياة عبارة عن حالة قائمة بين الحاجة والحرية. وبهذا المنطق, كتب أورتيغا غاسيت أن الحياة قدر وحرية في نفس الوقت, والحرية هي أن تكون حراً في حدود قدرٍ معين. فالقدر يعطينا مرجعاً من الاحتمالات الحاسمة وبذلك إمكانية مصائر مختلفة. نحن نقبل القدر ونختار من خلاله مصيراً واحداً. وبهذا المصير المرتبط بنا يجب علينا أن نكون فاعلين لتقرير وخلق “مشروعاً للحياة” وبذلك لا نكون مثل أولئك الذين يعيشون حياة تقليدية طبقاً للعادات والنظم و يفضلون حياة لا مبالاة بسبب خوفهم من مهمة اختيار مشروعٍ لحياتهم. وقد رفض اورتيغا غاسيت جملة ديكارت “أنا أفكر إذن أنا موجود” بسبب فلسفته المرتكزة حول الحياة وقد أكد أنه ” أنا أعيش, إذن أنا أفكر”. وهذا جذر منظوريته المستلهمة من كانط الذي طورها بدوره بإضافة طابع غير نسبوي لا توجد فيه الحقيقة المطلقة وإنما يتم الحصول عليها من مجموع وجهات النظر, لأنّ الحياة تتخذ طابعاً ملموساً لكل إنسان والحياة نفسها أساسية يجب على أي نظام فلسفي أن يُستمد منها. وبهذا المعنى, صاغ أورتبغا غاسيت مصطلحي “razón vital” (“العقل الحيوي” أو “العقل القائم على الحياة”) الذي يدافع باستمرار عن الحياة التي انطلق منها و”raciovitalismo”"الحيوية العقلانية” وهي نظرية قائمة على المعرفة بالحقيقة الراديكالية للحياة والتي يشكل العقل أحد مكوناتها الرئيسية. ويبتعد نظام التفكير هذا, الذي ذكره غاسيت في كتابه التاريخ كنظام, عن مذهب نيتشة الحيوي الذي تستجيب فيه الحياة للدوافع, فعند غاسيت العقل حاسم لخلق وتطوير مشروع الحياة المذكور أعلاه .

أعمال أخرى للكاتب

كتب مشابهة

مراجعات العملاء

0.0/5

0.0 out of 5 stars

من 0 مراجعات

تقييمات ومراجعات

5 نجوم

0 %

4 نجوم

0 %

3 نجوم

0 %

2 نجوم

0 %

1 نجوم

0 %

قيِّم الكتاب

شاركنا رأيك وتقييمك للكتاب.

سجل دخولك لتتمكن من إضافة مراجعتك.

أحدث المراجعات

لا توجد مراجعات بعد. كن صاحب أول مراجعة واكتب مراجعتك الآن.

أضف اقتباسًا

Recent Quotes

لا توجد اقتباسات بعد. كن صاحب أول اقتباس وأضف اقتباسك الآن.

القرّاء

لا يوجد قراء بعد