انزلاق رجل الجبار

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

انزلاق رجل الجبار بقلم يحيى استانبولي ... في أجواء عالم "ما بعد فناء العالم" ثمّة قصّة لوادٍ ناجٍ أخير، وكذلك ثمّة معاهدة تحكم شكل العلاقة الحربيّة والسياسيّة بين فرقتين باقيتين من العرب في بطن هذا الوادي. معاهدة تصنع بدورها عُرفاً والتزاماً أخلاقياً يحول دون سفك الرجال لدماء بعضهم البعض، ومن ثم تسمح للحياة أن تجري في شرايين وعروق الأزمنة الصعبة، وللسلام أن يعمّ ويزدهر في الأماكن الباقية من نكبة النهاية.. ولكن المعاهدة، مع ذلك، لم تكن لتُشبع جوع الرجال للحرب، ولا لتقضي مصالح الفقراء منهم، ولا لتسد فجوات الجوع المتسعة، ولا لتعطي اعتباراً لاختلال ميزان القوة.. وإنما كانت محفوظةً وحاضرةً نتيجة هيبة الشريف سفيان وورعه في إمارته للجزء الشرقي من الوادي، وكذلك بحنكة السيد الحنبلي وسخاءه في إدارة شؤون الجزء الغربي منه.. لقد كانت هذه المعاهدة -غير المُجدية لكثيرين- آمرةً على الجميع، مهيمنةً على شأن الوادي، وملزمةً لرجاله بالسلام، وحافظةً للدماء في العروق، ومحجمةً لها من أن تفور من الأعناق. لقد كان كل شيء مستقراً في الوادي بفضلها فيما يخبرنا النص لحين ذلك الحدث التي افتتح به المؤلف روايته، الذي طرح الاستقرار أرضاً، ومن ثم أدّى بالمعاهدة إلى الافتضاض، وبالأمور إلى التدهور على عُجالة وإلى غير رجعة.. إن العجائب كثيرة منذ زمن الفناء، ولكن حدثاً فلكيّاً شاذاً ومهيباً ولا يقل عجباً عن فناء العالم، بل مُرغماً لأعناق الرجال أن يظلوا له خاضعين لبضعة دقائق.. فإن حدثاً كهذا كان كافيا لهتك حرمة هذه المعاهدة وإعادة تأسيس الفوضى مجدداً وبسرعة، ومُطْلقاً شرارة الفتنة العظيمة.. السلطة شهوة، والقتل في سبيلها شهوة كذلك، والشريف سفيان يعرف ذلك ويحاول ضبط هذه الشهوة المنفتحة قريحتها عند الرجال الذاهلين، وعند ابن عمّه العابس بالذات.. أما على الطرف الثاني من ساحة القتال فإن الحنبلي كذلك يريد ضبط هذا التناحر، والحفاظ على وجاهة سلطته التي اكتسبها منذ الفناء، وكذلك رغبته بالاستئثار بمكتسباته القديمة من الجاه والأموال.. تقول المعاهدة أن المقتلة حرام إلا ما يكون في ساحة الحرب.. إلا أن العابس صار يقول بما سوى ذلك، بل ويحمل في سبيله نبوءة تقوده الى مجد متخيّل، وكذلك نجد في ناحية أخرى من الوادي صعلوكاً متصوفاً يحمل نبوءة ثانية، بل يسعى إليها ويعمل في سبيلها على قدم وساق.. ليناطح بها المعاهدة والاستقرار.. "إن هذه المعاهدة التي تديرها انت والسيد الحنبلي ما هي إلا مسرحية، وما من مسرحية تدوم".. يقول العابس لابن عمه الشريف.. ولكنه ليس العابس هو من يتصادم مع ابن عمه هنا، وإنما عهد كامل يرتطم بآخر، وسيشهد الوادي سنوات الاستقرار القديمة تصطدم بسنوات النبوءات الجديدة.. بل تتهاوى أمامها مثل خشبة مسرح ويخرُّ الأبطال أرضاً راكعين، بينما يستند العابس لنبوءته متأرجحاً.. أين ستفضي الفتنة بالرجال؟ هذا هو سؤال الرواية ومتنها، أما الجواب فموجود، ولكنه يعبث على الهامش.. تاركاً المتن وحيداً ليواجه المزيد من الأسئلة ويقارعها بلا مُعين

غير متاح للتحميل، حفاظًا على حقوق دار النشر.
أضف مراجعتك
أبلغني عند توفره للقراءة

نبذة عن الكاتب

كتب مشابهة

مراجعات العملاء

0.0/5

0.0 out of 5 stars

من 0 مراجعات

تقييمات ومراجعات

5 نجوم

0 %

4 نجوم

0 %

3 نجوم

0 %

2 نجوم

0 %

1 نجوم

0 %

قيِّم الكتاب

شاركنا رأيك وتقييمك للكتاب.

سجل دخولك لتتمكن من إضافة مراجعتك.

أحدث المراجعات

لا توجد مراجعات بعد. كن صاحب أول مراجعة واكتب مراجعتك الآن.

أضف اقتباسًا

Recent Quotes

لا توجد اقتباسات بعد. كن صاحب أول اقتباس وأضف اقتباسك الآن.

القرّاء

لا يوجد قراء بعد