المُبعَدون

المُبعَدون بقلم اوجنين سباهيتش ... تعكس المرايا في غرف مستعمرة الجذام مشاهد كأنها من الجحيم، كل غرفة بها مرآة، ومنذ ساعات الصبح الأولى يمكنك سماع الشتائم أو عواء الألم؛ الدليل على أن الجذام كان مشغولًا خلال الليل، الخوف يدفع العديدين إلى تخيل أن الحدبة الموجودة على ظهورهم قد نمت بين عشية وضحاها، أو أن ذلك الجزء من أنوفهم اندفع إلى اليسار، أو أن جلد ظهر أيديهم أصبح خشنًا بصورة غير طبيعية. فقط تخيل ما الذي يفعله المرض في الجزء الخلفي من أعيننا: مجرد صداع عادي يدفعنا إلى شتى أنواع الأفكار! لذا كان مرض الجذام منحوتًا علينا، ليس جسديًّا فقط وإنما ذهنيًّا أيضًا، وأحيانًا يشوِّه حالتنا العقلية بطريقة مشابهة لجروح ظهور وأكتاف المجذومين الغائرة، لا يمكنك توقع أن تؤدي هذه الظروف إلى اللطف والتفاؤل، ولكن هذه الفضائل كانت موجودة بلا شك في مستعمرة الجذام أيضًا، ربما جعلها القبح الجسدي أسهل على ذلك الآخر، وأكثر تأصلًا وعمقًا في الطبيعة البشرية عن الظهور.