العارفان
العارفان بقلم عبد العزيز آيت بنصالح ... نم هنا أيها الصوفي الطيب، فهذا الفراش أريح من ذاك. علق أبو العباس سوطه إلى جانب السراج، فيما نزع محيي الدين برنسه. وجلس على حافة الفراش مستقبلاً القبلة باوراد تطرد الشياطين، أغلق أزرار قميصه الأزرق، المطرز بالبياض، فيما اندس أبو العباس في عبادته الصوفية بعد أن نهض إلى السراج ليطفئ الذبالة بكبسة من إصبعيه المبللين بريقه خوف أن تنشر رائحة الزيت في الغرفة فتنغص على محيي الدين نومه، لم تكن الدندنة تنقطع .هكذا، مثلما خمد ضوء السراج، كأنما استلقاؤهما المتقاطع. - رأس الواحد مقابل لرأس الآخر - قد ألهمهما صفاء أبلغ في ذكر الله، كان التضمين آخر ما تلفظ به أبو العباس، وهو يتأهب للنوم.