الأعمال الكاملة الجزء الثالث
الأعمال الكاملة الجزء الثالث بقلم جايمس جراهام بالارد ... ما زالت القصص القصيرة حيَّة، لا سيَّما في ميدان الخيال العلميّ، الذي هو الأقرب إلى القصص الفولكلورية والأمثولات. والكثير من القصص في هذا الكتاب، نشر للمرَّة الأولى في مجلَّات الخيال العلمي، وإن تذمّر القرّاء علانية في ذلك الحين، من أنها لا تمتّ بأيّ صلة لأدب الخيال العلمي. لكنني كنتُ منشغلاً بالمستقبل الحقيقي الذي أراه يدنو، وأقلّ اهتماماً بالمستقبل المبتدَع الذي يُؤثِره أدب الخيال العلمي. بيد أنه لا حاجة إلى القول إنّ المستقبل منطقة محفوفة بالمخاطر، فهي مليئة بالألغام وتنزع إلى أن تعضّك في عقبَيْك كلَّما مضيتَ قُدُماً فيها. وقد قال لي صحافي أخيراً إنّ الكمبيوترات التي تؤلِّف الشِّعْر في "فرميليون ساندز" تعمل بالصمَّامات، مبدِياً استغرابه من أنّ أولئك الناس اللامعين الذين يعيشون في المستقبل ليس لديهم كمبيوترات أو أجهزة الاستدعاء الهاتفي؟ لا يسعني الجواب إلَّا بالقول إن أحداث القصص في "فرميليون ساندز" لا تقع في نطاق المستقبل، بل في نوع من الحاضر الرؤيوي، وهو وصف يناسب القصص المجموعة ههنا، مثلما يناسب كلّ شيء آخر كتبتُهُ تقريباً. لكنْ، ما أجمل وجود كمبيوتر يعمل على البخار وتلفزيون يعمل بطاقة الرياح. إنها لفكرة جيِّدة لقصَّة قصيرة ...